نام کتاب : العقائد الإسلامية نویسنده : مركز المصطفى ( ص ) جلد : 1 صفحه : 62
الذر ، فأخذ مواثيقهم أنه ربهم ، وكتب آجالهم وأرزاقهم ومصائبهم . أقول : وقد روي هذا المعنى عن ابن عباس بطرق كثيرة في ألفاظ مختلفة ، لكن الجميع تشترك في أصل المعنى وهو إخراج ذرية آدم من ظهره وأخذ الميثاق منهم . وفيه ، أخرج ابن عبد البر في التمهيد من طريق السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح ، عن ابن عباس ، وعن مرة الهمداني ، عن ابن مسعود وناس من الصحابة : في قوله تعالى : وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ، قالوا : لما أخرج الله آدم من الجنة ، قبل تهبيطه من السماء مسح صفحه ظهره اليمنى ، فأخرج منه ذرية بيضاء مثل اللؤلؤ كهيئة الذر ، فقال لهم أدخلوا الجنة برحمتي ، ومسح صفحة ظهره اليسرى فأخرج منه ذرية سوداء كهيئة الذر فقال ادخلوا النار ولا أبالي ، فذلك قوله أصحاب اليمين وأصحاب الشمال . ثم أخذ منهم الميثاق ، فقال ألست بربكم قالوا بلى ، فأعطاه طائفة طائعين ، وطائفة كارهين على وجه التقية ، فقال هو والملائكة : شهدنا أن يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ، أو يقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل ، قالوا فليس أحد من ولد آدم إلا وهو يعرف الله أنه ربه وذلك قوله عز وجل : وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها ، وذلك قوله : فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين ، يعني يوم أخذ الميثاق . أقول : وقد روى حديث الذر كما في الرواية موقوفة وموصولة عن عدة من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، كعلي ( عليه السلام ) ، وابن عباس ، وعمر بن الخطاب ، وعبد الله بن عمر ، وسلمان ، وأبي هريرة ، وأبي أمامة ، وأبي سعيد الخدري ، و عبد الله بن مسعود ، و عبد الرحمان بن قتادة ، وأبي الدرداء وأنس ومعاوية وأبي موسى الأشعري . كما روي من طرق الشيعة عن علي وعلي بن الحسين ، ( ومحمد بن علي ) ، وجعفر بن محمد ، والحسن بن علي العسكري ( عليهم السلام ) . ومن طرق أهل السنة أيضا عن علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن
62
نام کتاب : العقائد الإسلامية نویسنده : مركز المصطفى ( ص ) جلد : 1 صفحه : 62