نام کتاب : الفصول المهمة في تأليف الأمة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 28
يمينه وشماله وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيرا . قال : فمشيت معه ساعة فقال لي : اجلس ها هنا حتى أرجع إليك . قال : فانطلق في الحرة حتى لا أراه ، فلبث عني فأطال اللبث ثم إني سمعته وهو مقبل وهو يقول : وإن سرق وإن زنى . فلما جاء لم أصبر حتى قلت له : يا نبي الله جعلت فداءك من تكلم في جانب الحرة ما سمعت أحدا يرجع إليك شيئا ؟ قال : ذلك جبرائيل عرض لي في جانب الحرة فقال : بشر أمتك إنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة . قلت : يا جبرائيل وإن سرق وإن زنى ؟ قال : نعم . قلت : وإن سرق وإن زنى ؟ قال : نعم . قلت وإن سرق وإن زنى ؟ قال : نعم وإن شرب الخمر ا ه . قلت : الظاهر أن الزنا والسرقة وشرب الخمر هنا كناية عن مطلق الكبائر ، فيكون المراد أن من مات على التوحيد دخل الجنة أولم يدخل النار وإن ارتكب الكبائر ، على حد قوله في الحديث السابق أعني حديث عبادة " على ما كان من العمل " . تنبيه : يحب أن يعلم أن عصاة المؤمنين يعذبون يوم القيامة على قدر ذنوبهم ثم ينالون الكرامة في دار المقامة ، على ذلك اجتماع أهل البيت وشيعتهم بل هو من الضروريات عندهم . فالأخبار الحاكمة بنجاة أهل القبلة على ما كان من العمل ليست ناظرة إلى أن العصاة منهم لا يرون العذاب أصلا ، وإنما المراد أنهم لا يخلدون كما يخلد الكفار ، وبهذا لا يبقى لهم تمسك بهذه الأحاديث ونحوها ، وليس لهم بما اجترحوا إلا التوبة ، والندم أو العذاب في جهنم على قدر ما يستحقون أو يتداركهم الله بعفوه وغفرانه وشفاعة الشافعين عليهم السلام .
28
نام کتاب : الفصول المهمة في تأليف الأمة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 28