نام کتاب : الفصول المهمة في تأليف الأمة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 188
فهل يحسن من الأمة المسلمة بعد هذا أن تجري إلا على أسلوبهم ، وهل يتسنى لمسلم يؤمن بالله ورسوله أن يستن بغير سنتهم ، فكيف يعدهم ابن خلدون في أهل البدع بكل صراحة ووقاحة من غير خجل ولا وجل . أبهذا أمرته آية القربى وآية التطهير وآيتا أولي الأمر والاعتصام بحبل الله ، أم بهذا أمره سبحانه حيث يقول " وكونوا مع الصادقين " أم به صدع رسول الله ( ص ) في نصوصه المجمع على صحتها ؟ وقد استقصيناها بطرقها وأسانيدها في كتابنا سبيل المؤمنين ، واستقصتها علماؤنا الأعلام في مؤلفاتهم فراجعها لتعلم حقيقة أهل البيت ومنزلتهم في دين الإسلام . على أنهم لا ذنب لهم يستوجب الجفاء ، ولا قصور بهم يقتضي هذا الإعراض ، فليت أهل المذاهب الأربعة نقلوا في مقام الاختلاف مذهب أهل البيت كما ينقلون سائر المذاهب التي لا يعلمون بها ، ما رأيناهم يعاملون أهل البيت هذه المعاملة في عصر من الأعصار ، وإنما يعاملونهم معاملة من لم يخلقه الله عز وجل ، أو من لم يؤثر عنه شئ من العلم والحكمة . نعم ربما تعرضوا لشيعتهم فنبزوهم بالرفض ، وسلقوهم بألسنة الافتراء كما سمعت في الفصول السابقة - وقد ولى زمن الاعتداء وأقبل عصر الإخاء وآن لجميع المسلمين أن يدخلوا مدينة العلم النبوي من بابها ويلجوا من باب حطة ويلجأوا إلى أمان أهل الأرض بركوب سفينتهم ومقاربة شيعتهم ، فقد زال سوء التفاهم من البين ، وأسفر الصبح عن توثق الروابط بين الطائفتين ، والحمد لله رب العالمين .
188
نام کتاب : الفصول المهمة في تأليف الأمة نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 188