responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفصول المهمة في تأليف الأمة نویسنده : السيد شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 118


شط بنا القلم عن المقصود فلنعد إليه فنقول : إن القوم أسلموا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأوغلوا في الهرب حتى قال المحدثون والمؤرخون واللفظ لابن الأثير في كامله : قد انتهت الهزيمة بجماعة المسلمين وفيهم عثمان بن عفان وغيره إلى الأحوص فأقاموا به ثلاث ثم أتوا النبي ( ص ) فقال لهم حين رآهم : لقد ذهبتهم فيها عريضة .
هذا مع ما سمعوه من النواهي الصريحة في تحريم ذلك ، وحسبك منها قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا إذ لقيتم الذين كفوا زحفا فلا تولوهم الأدبار " الآية .
وهناك نص آخر عدل البعض عن العمل به أيضا ، وذلك أنه لما اشتد البلاء وعظم الخطب بفرار المسلمين أرهف المشركون لقتل رسول الله ( ص ) غرار عزمهم وأرصدوا لذلك جميع اهبهم ، فتعاقد خمسة من شياطينهم على ذلك كانوا كالفدائية في هذا السبيل ، وهم عبد الله بن شهاب الزهري ، وعتبة بن أبي وقاص وابن قمأة الليثي وأبي بن خلف وعبد الله بن حميد الأسدي القرشي لعنهم الله وأخزاهم ، فأما ابن شهاب فأصاب جبهته الميمونة ، وأما عتبة فرماه ( تبت يداه ) بأربعة أحجار فكسر رباعيته وشق شفته ، وأما ابن قمأة ( قاتله الله ) فكم وجنته ودخل من خلف المغفر فيها ، وعلاه بالسيف ( شلت يداه ) فلم يطق أن يقطع فسقط صلى الله عليه وآله إلى الأرض . وأما أبي بن خلف فشد عليه بحربته فأخذها رسول الله منه وقتله بها ، وأما عبد الله بن حميد فقتله أبو دجانة الأنصاري شكر الله سعيه وأعلى في الجنان مقامه فإنه ممن أبلى يومئذ بلاء حسنا ، ثم حمل ابن قمأة على مصعب بن عمير وهو يظنه رسول الله ( ص ) فقتله ورجع إلى قريش يبشرهم بقتل محمد ، فجعل الناس يقولون قتل محمد قتل محمد ، فانخلعت قلوب المسلمين جزعا وكادت نفوسهم أن تزهق هلعا وأوغلوا في الهرب مدلهين مدهوشين لا يرتابون في قتل رسول الله ( ص ) وقد سقط في أيديهم ، وكان

118

نام کتاب : الفصول المهمة في تأليف الأمة نویسنده : السيد شرف الدين    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست