حديث علي عند أبي عبيد في غريب الحديث من طريق أبي العالية عن علي قال : استكثروا من الطواف بهذا البيت قبل أن يحال بينكم وبينه فكأني برجل من الحبشة أصلع أو قال أصمع حمش الساقين قاعد عليها وهي تهدم ! ثم قال ابن حجر : قيل : هذا الحديث يخالف قوله تعالى : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً ، ولأن الله حبس عن مكة الفيل ولم يمكن أصحابه من تخريب الكعبة ولم تكن إذ ذاك قبلة ، فكيف يسلط عليها الحبشة بعد أن صارت قبلة للمسلمين ؟ ! وأجيب : بأن ذلك أمر يقع في آخر الزمان قرب قيام الساعة حيث لا يبقى في الأرض أحد يقول الله الله ، كما ثبت في صحيح مسلم : لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله ، ولهذا وقع في رواية سعيد بن سمعان لا يعمر بعده أبداً . وقد وقع قبل ذلك فيه من القتال وغزو أهل الشام له في زمن يزيد بن معاوية ثم من بعده في وقائع كثيرة من أعظمها وقعة القرامطة بعد الثلاثمائة . . . وكل ذلك لا يعارض قوله تعالى : أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً ، لأن ذلك إنما وقع بأيدي المسلمين فهو مطابق لقوله ( ص ) : ولن يستحل هذا البيت إلا أهله فوقع ما أخبر به النبي ( ص ) وهو من علامات نبوته وليس في الآية ما يدل على استمرار الأمن المذكور فيها . والله أعلم ) . وبذلك رجح ابن حجر أحاديث هدم الكعبة وزوالها ، على غيرها ! ! ثم واجهه في المجلد : 13 / 68 : الحديث النبوي بأن البيت يبقى عامراً حتى عند قرب القيامة ومجئ يأجوج ومأجوج ! فحاول أن يوفق بينهما بأن هدم الكعبة قبل يأجوج ومأجوج ! قال : ( تقدم في الحج أن البيت يحج بعد خروج يأجوج ومأجوج وتقدم الجمع بينه وبين حديث لا تقوم الساعة حتى لا يحج