وقال الشافعي في الأم : 7 / 199 : ( عن عبد الرحمن بن يزيد قال : رأيت عبد الله يحك المعوذتين من المصحف ويقول لا تخلطوا به ما ليس منه . ثم قال عبد الرحمن : وهم يروون عن النبي ( ص ) أنه قرأ بهما في صلاة الصبح . وهما مكتوبتان في المصحف الذي جمع على عهد أبي بكر ثم كان عند عمر ثم عند حفصة ثم جمع عثمان عليه الناس ، وهما من كتاب الله عز وجل ، وأنا أحب أن أقرأ بهما في صلاتي ) . انتهى . وهو يدل على أن الراوي وهو شامي قد صدق مقولة جمع القرآن ثلاث مرات ! لكن شهادته بأنه رأى ابن مسعود أو روى عنه ، محل شك ! قال البخاري عنه في تاريخه : 5 / 365 : ( 1155 : عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي الشامي ، سمع مكحولاً وبشر بن عبيد الله وأبا طعمة ، سمع منه ابن المبارك ، قال حماد ابن مالك : مات سنة اربع وخمسين . قال إبراهيم بن موسى : سمعت عيسى بن يونس ذكر سعيد بن عبد العزيز فذكر خيراً ولم يكن عبد الرحمن بن يزيد من إجلاسها . قال الوليد : كان عند عبد الرحمن كتاب سمعه وكتاب آخر لم يسمعه . قال يحيى بن بكير : مات سنة ثلاث وخمسين ومائة ) . لماذا اقتصر البخاري في صحيحه على روايات التشكيك ؟ ! اختار البخاري أن يقف في صف المشككين في قرآنية المعوذتين ! فمع أنه روى رواية عقبة في تاريخه الكبير : 3 / 353 ، لكنه تراجع عنها في صحيحه وعقد عنوانين للمعوذتين لكنه اكتفى بروايات التشكيك المتزلزلة التي رووها عن أبيّ بن كعب دون غيرها ! ! مع أنه ألف تاريخه قبل صحيحه كما في تذكرة الحفاظ : 2 / 555 !