ثم قال للخزرج : إحملوني من مكان الفتنة فحملوه وأدخلوه منزله ، فلما كان بعد ذلك بعث إليه أبو بكر أن قد بايع الناس فبايع . فقال : لا والله حتى أرميكم بكل سهم في كنانتي وأخضب منكم سنان رمحي وأضربكم بسيفي ما أقلَّتْ يدي ، فأقاتلكم بمن تبعني من أهل بيتي وعشيرتي . ثم وأيم الله لو اجتمع الجن والإنس عليَّ لما بايعتكما أيهما الغاصبان حتى أعرض على ربي وأعلم ما حسابي . فلما جاءهم كلامه قال عمر : لابد من بيعته . فقال بشير بن سعد : إنه قد أبى ولجَّ وليس بمبايع أو يقتل ، وليس بمقتول حتى يقتل معه الخزرج والأوس فاتركوه فليس تركه بضائر ، فقبلوا قوله وتركوا سعداً ، فكان سعد لا يصلي معهم . قال وبايع جماعة الأنصار ومن حضر من غيرهم ، وعلي بن أبي طالب مشغول بجهاز رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما فرغ من ذلك وصلى على النبي صلى الله عليه وآله والناس يصلون عليه ، من بايع أبا بكر ومن لم يبايع ، جلس في المسجد ، فاجتمع عليه بنو هاشم ومعهم الزبير بن العوام ، واجتمعت بنو أمية إلى عثمان بن عفان ، وبنو زهرة إلى عبد الرحمن بن عوف ، فكانوا في المسجد كلهم مجتمعين ، إذ أقبل أبو بكر ومعه عمر وأبو عبيدة بن الجراح فقالوا : ما لنا نراكم حلقاً شتى قوموا فبايعوا أبا بكر فقد بايعته الأنصار والناس ، فقام عثمان وعبد الرحمن بن عوف ومن معهما فبايعوا وانصرف علي وبنو هاشم إلى منزل علي عليه السلام ومعهم الزبير . . . قال : فذهب إليهم عمر في جماعة ممن بايع فيهم أسيد بن حصين وسلمة بن سلامة فألفوهم مجتمعين فقالوا لهم : بايعوا أبا بكر فقد بايعه الناس ، فوثب الزبير إلى سيفه ، فقال عمر : عليكم بالكلب العقور . . . فاكفونا شره ، فبادر سلمة