بن سلامة فانتزع السيف من يده فأخذه عمر فضرب به الأرض فكسره وأحدقوا بمن كان هناك من بني هاشم ومضوا بجماعتهم إلى أبي بكر ، فلما حضروا قالوا : بايعوا أبا بكر فقد بايعه الناس ، وأيم الله لئن أبيتم ذلك لنحاكمنكم بالسيف . . . فقال علي عليه السلام : أنا أحق بهذا الأمر منه وأنتم أولى بالبيعة لي أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من الرسول وتأخذونه منا أهل البيت غصباً ، ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر منهم لمكانكم من رسول الله صلى الله عليه وآله فأعطوكم المقادة وسلموا لكم الإمارة ، وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم على الأنصار ، أنا أولى برسول الله حياً وميتاً ، وأنا وصيه ووزيره ومستودع سره وعلمه ، وأنا الصديق الأكبر والفاروق الأعظم أول من آمن به وصدقه ، وأحسنكم بلاءا في جهاد المشركين وأعرفكم بالكتاب والسنة وأفقهكم في الدين وأعلمكم بعواقب الأمور ، وأذر بكم لساناً وأثبتكم جناناً ، فعلامَ تنازعونا هذا الأمر ؟ أنصفونا إن كنتم تخافون الله من أنفسكم ، واعرفوا لنا الأمر مثل ما عرفته لكم الأنصار ، وإلا فبوؤا بالظلم والعدوان وأنتم تعلمون . . . فقال عمر : إنك لست متروكاً حتى تبايع طوعاً أو كرهاً . فقال علي عليه السلام : إحلب حلباً لك شطره ، أشدد له اليوم ليرد عليك غداً إذاً والله لا أقبل قولك ، ولا أحفل بمقامك ، ولا أبايع . فقال أبو بكر : مهلاً يا أبا الحسن ما نشك فيك ولا نكرهك . فقال أبو عبيدة إلى علي عليه السلام فقال : يا بن عم لسنا ندفع قرابتك ولا سابقتك ولا علمك ولا نصرتك ، ولكنك حدث السن وكان لعلي عليه السلام يومئذ ثلاث وثلاثون سنة ، وأبو بكر شيخ من مشايخ قومك ، وهو أحمل لثقل هذا الأمر ،