وقال الذهبي في السير : 2 / 361 : ( حذيفة بن اليمان . من نجباء أصحاب محمد ( ص ) ، وهو صاحب السر . . . حليف الأنصار ، من أعيان المهاجرين . . . عن ابن سيرين أن عمر كتب في عهد حذيفة على المدائن إسمعوا له وأطيعوا وأعطوه ما سألكم . . . وليَ حذيفة إمرة المدائن لعمر ، فبقي عليها إلى بعد مقتل عثمان ، وتوفي بعد عثمان بأربعين ليلة . . . وحذيفة هو الذي ندبه رسول الله ( ص ) ليلة الأحزاب ليجس له خبر العدو ، وعلى يده فتح الدينور عنوة . ومناقبه تطول ، رضي الله عنه . . . خالد عن أبي قلابة عن حذيفة قال : إني لأشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله . . . أبو نعيم : حدثنا سعد بن أوس ، عن بلال بن يحيى قال : بلغني أن حذيفة كان يقول : ما أدرك هذا الأمر أحد من الصحابة إلا قد اشترى بعض دينه ببعض . قالوا : وأنت ؟ قال : وأنا والله ! ) . انتهى . وكما كان حذيفة من حواريي النبي صلى الله عليه وآله وموضع سره ، صار بعده من خاصة شيعة علي عليه السلام . وهذا يؤكد أنه لا يقوم بعمل مهم إلا بأمر علي عليه السلام ، مضافاً إلى شهدة ابن الزبير وغيرها من أنه عليه السلام كان وراء توحيد نسخة القرآن ! وقد اعترف الجميع أن الذي قام بدور ( يا للمسلمين . . للقرآن ) هو حذيفة الذي كان حاكماً على المدائن ، وقائداً لجيش الفتح في فارس وآذربيجان وأرمينية ، وقد جاء إلى المدينة خصيصاً مع وفد من جيش الفتح ، شاكياً إلى عثمان طالباً منه حل المشكلة الخطيرة داخل جيوش الفتح ، فاستجاب له عثمان بعد أن كانت المسألة نصف ناضجة في ذهنه ، وأصدر مرسومه التاريخي بتوحيد القرآن ، وبقي حذيفة في المدينة يواكب تدوين القرآن ، ثم