قام بتنفيذ المرسوم عملياً بأمر عثمان مستعملاً نفوذ حذيفة الأدبي باعتباره من كبار أصحاب النبي عليه السلام ، وكان عليه أن يصادر المصاحف التي فيها تغيير عن المصحف العثماني ، وهي مصحف عمر الذي عند حفصة ، ومصحف أبي موسى الأشعري ، ومصحف أبي ، ومصحف ابن مسعود . أما مصحف عمر فقد استعصت به حفصة ولم تسلمه إلى عثمان حتى توفيت ، فأخذه مروان وأحرقه . وأما مصحف أبي بن كعب فيظهر أن عثمان أخذه من ورثته بدون مشكلة . فقد روى في كنز العمال : 2 / 585 : ( عن محمد بن أبيّ بن كعب أن ناساً من أهل العراق قدموا عليه فقالوا ، إنا تحملنا إليك من العراق ، فأخرج لنا مصحف أبيٍّ ، فقال محمد قد قبضه عثمان قالوا : سبحان الله أخرجه ، قال : قد قبضه عثمان - أبو عبيد في الفضائل وابن أبي داود ) انتهى . وأما مصحف أبي موسى فقد ذهب حذيفة إلى البصرة وصادره منه وهو يتأسف على زياداته ويترجاه أن يبقيها ! بينما استعصى ابن مسعود رحمه الله بمصحفه حتى توفي ! قال ابن شبة في تاريخ المدينة : 3 / 998 : ( حدثنا عمرو بن مرة الجملي قال : استأذن رجل على ابن مسعود فقال الآذن : إن القوم والأشعري ، وإذا حذيفة يقول لهم : أما إنكما إن شئتما أقمتما هذا الكتاب على حرف واحد فإني قد خشيت أن يتهون الناس فيه تهون أهل الكتاب ! أما أنت يا أبا موسى فيطيعك أهل اليمن ، وأما أنت يا ابن مسعود فيطيعك الناس . قال ابن مسعود : لو أني أعلم أن أحداً من الناس أحفظ مني لشددت رحلي براحلتي حتى أنيخ عليه قال : فكان الناس يرون أن حذيفة ممن عمل فيه حتى أتى على حرف واحد !