المسألة : 85 نماذج من صراع عمر مع أبي على قراءة القرآن ! روت مصادرهم خلافات كثيرة بين عمر وأبيّ ، فقد أراد عمر أن يفرض عليه رأيه في آيات القرآن ، وكان أبيّ يرفض ذلك حتى وصل الأمر إلى أن عمر أهان أبياً وهو في عمر أبيه وهو شيخ الأنصار ! وضربه بالسوط على باب مسجد النبي صلى الله عليه وآله ، كما تقدم ! ! وكانت مواقف عمر في خلافه مع أبيّ متفاوتة إلى حد التناقض ! فأحياناً كان يخضع لقول أبيّ ، وأحياناً كانا يفترقان بدون نتيجة عملية ! ففي الدر المنثور : 2 / 344 : ( وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن عدي عن أبي مجلز أن أبي بن كعب قرأ : ( مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الأَوْلَيَانِ ) ، قال عمر كذبت ! قال أنت أكذب ! فقال رجل : تكذب أمير المؤمنين ؟ ! قال أنا أشد تعظيماً لحق أمير المؤمنين منك ، ولكن كذبته في تصديق كتاب الله ، ولم أصدق أمير المؤمنين في تكذيب كتاب الله ! فقال عمر : صدق ) . ونقل في كنز العمال : 13 / 261 ، عن ابن راهويه : ( أن عمر بن الخطاب رد على أبي بن كعب قراءة آية فقال أبي : لقد سمعتها من رسول الله ( ص ) وأنت يلهيك يا عمر الصفق بالبقيع ! فقال عمر : صدقت ! إنما أردت أن أجربكم هل منكم من يقول الحق ، فلا خير في أمير لا يقال عنده الحق ولا يقوله ! ثم نقل عن ابن أبي دؤاد وابن عساكر : ( أن أبي بن كعب قال لعمر : والله يا عمر إنك لتعلم أني كنت أحضر وتغيبون ، وأدنى وتحجبون ويصنع بي ويصنع بي ، والله لئن أحببت لألزمن بيتي فلا أحدث شيئاً ولا أقرئ أحداً حتى أموت !