نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 76
وهو من صفات الفعل . إن هذا التفسير والتحليل لصفة التكلم الإلهي هو أحد التفاسير التي يمكن استفادتها بمعونة القرآن وإرشاده وهدايته . وهناك تفسير آخر لهذه الصفة وهو : أن الله اعتبر مخلوقاته من كلماته فقال : * ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ) * ( 1 ) . فالمقصود من " الكلمات " في هذه الآية هو مخلوقات الله التي لا يقدر شئ غير ذاته سبحانه على إحصائها وعدها ، ويدعم هذا التفسير للكلمة وصف القرآن الكريم المسيح ابن مريم ( عليه السلام ) بأنه " كلمة الله " إذ قال : * ( وكلمته ألقاها إلى مريم ) * ( 2 ) . إن الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فسر تكلم الله تعالى في إحدى خطبه وأحاديثه بأنه إيجاد وفعل ، فقال : " يقول لمن أراد كونه " كن " ، لا بصوت يقرع ، ولا بنداء يسمع وإنما كلامه سبحانه فعل منه ، أنشأه ومثله " ( 3 ) . فإذا كان الكلام اللفظي معربا عما في ضمير المتكلم ، فما في الكون من عظائم المخلوقات إلى صغارها يعرب عن علم الله تعالى وقدرته وحكمته . الأصل التاسع والثلاثون : هل القرآن مخلوق أم قديم ؟