نام کتاب : العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت ( ع ) نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 56
إن الدليل على التوحيد الربوبي واضح تمام الوضوح ، لأن تدبير عالم الخلق ، في مجال الإنسان والكون ، لا ينفصل عن مسألة الخلق ، وليس شيئا غير عملية الخلق . فإذا كان خالق الكون والإنسان واحدا ، كان مدبرهما بالطبع والبداهة واحدا كذلك ، لوضوح العلاقة الكاملة بين عملية التدبير وعملية الخلق للعالم . ولهذا فإن الله تعالى عندما يصف نفسه بكونه خالق الأشياء يصف نفسه في ذات الوقت بأنه مدبرها * ( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر . . . ) * ( 1 ) . وفي آية أخرى يعتبر التناسق والانسجام السائد والحاكم على الكون دليلا على وحدة مدبر العالم إذ يقول : * ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) * 2 . إن التوحيد في التدبير لا ينافي وجود مدبرات أخرى تقوم بوظائفها بإذن الله في صفحة الكون ، فهي بالحقيقة مظاهر لربوبية الحق تعالى . ولهذا فإن القرآن الكريم مع تأكيده الشديد على التوحيد في الربوبية والتدبير يصرح بوجود مدبرات أخرى في صفحة الكون إذ يقول : * ( فالمدبرات أمرا ) * ( 2 ) .