نام کتاب : العصمة حقيقتها - أدلتها نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 38
مختلفون في التأويل ، كلّ فرقةٍ تميل مع القرآن والسُنّة إلى مذهبها ، فلو كان الله تبارك وتعالى تركهم بهذه الصفة من غير مخبر عن كتابه صادق فيه لكان قد سوّغهم الاختلاف في الدين ودعاهم إليه . . . وفي ذلك إباحة العمل بالمتناقضات والاعتماد للحق وخلافه . فلمّا استحال ذلك على الله عزّ وجلّ ، وجب أن يكون مع القرآن والسُنّة في كلّ عصر من ينبئ عن المعاني التي عناها الله عزّ وجلّ في القرآن بكلامه . . . وينبئ عن المعاني التي عناها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سنته وأخباره . . . وإذا وجب انه لا بدّ من مخبر صادق وجب أن لا يجوز عليه الكذب تعمّداً ، ولا الغلط وجب أن يكون معصوماً » [1] . وبما أنّ مهمته كذلك إذن يجب أن يكون صادقاً وأميناً ، لكي يقبل منه الناس كلّ ما يبينه ويوضحه كما كان الرسول كذلك . ( وثبت عند ذلك أنّ له معبّرين هم الأَنبياء وصفوته من خلقه . . . ) . فالأَنبياء قد ذكر ، والأَئمة بصفوته من خلقه قد بيّنهم كذلك ، فالأَنبياء والأَئمة كلُّهم لا بدّ وأن يكونوا ( مؤدّبين بالحكمة ، مبعوثين بها ، غير مشاركين للناس في أحوالهم ، على مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب . . ) . ومن هنا نفهم وندرك جيداً معنى حديث الثقلين : « إنّي مُخَلِّفٌ فيكم الثقلين كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي . . . » . وندرك كذلك لِمَ سكت ذلك الشامي عندما ناظره هشام بن الحكم رضي الله عنه