نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 78
النفس وميولها واتجاهاتها المادية . وقطعوا أواصر القربى مع المشركين ، فخرجوا إلى بدر يقاتلون آباءهم وأبناءهم ولا يزيدهم ذلك إلا ثباتا على الإيمان والجهاد ، حتى أمدهم الله تعالى بملائكة مسومين ( 1 ) . وهكذا استمر الصحابة في الجهاد وأرخصوا دماءهم في سبيل الدعوة والانقياد لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، لا يكلون ولا يملون ، وكانوا في عمل دؤوب وجهاد مستمر لا يجدون طعم الراحة والهناء إلا بإنجاز التكاليف الإلهية ، فشاركوا في غزوة أحد ، فكانت هذه الواقعة إحدى المواقع الحساسة التي عرف فيها المؤمنون الحقيقيون من غيرهم . وكذلك غزوة الخندق حيث قعد الذين لاذوا بالفرار في أحد ، عن المواجهة مع قائد جيوش المشركين . ولقد تكرر منهم المخالفة لأوامر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى أخذ منهم البيعة تحت الشجرة على الموت وعدم الفرار ( 2 ) . وهكذا بدأت المفارقات تظهر شيئا فشيئا ، وحقائق الأشخاص تنكشف يوما فيوما : الفواصل السلوكية الكاشفة عن الحقائق الباطنية : لم يكن الصحابة على مستوى واحد من الإيمان والإخلاص والاستقامة ، وإنما هم متفاوتون في كل ذلك ، والصحبة وإن كانت شرفا لهم جميعا إلا أنها لا تعني التزكية والتطهير ما لم يكن الصحابي مؤهلا لها