نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 77
الأنصار ، فآواه وآزره وشاركه في داره ( 1 ) ، وقد تحقق الإخاء بأفضل صورة في تاريخ البشرية ، واستجاب له المهاجرون والأنصار عن قناعة وتسليم واطمئنان ، حتى وصل الأخاء إلى قمته ، فكان الأنصاري يطلق إحدى زوجتيه ( فيخير أخاه المهاجر في إحداهما ) ( 2 ) . وكان المهاجرون والأنصار ( يتوارثون بهذا الإخاء في ابتداء الإسلام إرثا مقدما على القرابة ) ( 3 ) . وقد حقق ذلك الإخاء دورا في إنجاح المسيرة الإسلامية والتفرغ إلى العمل الجاد لدعوة الناس إلى الإسلام ، والجهاد في سبيل الله ، فتكاتفوا في حمل أعباء الرسالة ، وتبليغها . ولم يمض على استقرار النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمهاجرين إلا أشهر معدودة حتى دعاهم الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى الجهاد ، فكانت فرصة جيدة لمعرفة الذين آمنوا حقا من الذين في قلوبهم مرض ومن المنافقين الذين تظاهروا بالإسلام خوفا ، فاستجاب الذين آمنوا وترسخ الإيمان في قلوبهم فخرجوا في غزوات لملاحقة قوافل المشركين ، وكانوا لا يستريحون من أعباء الغزوة حتى يشاركوا في غزوة أخرى قاطعين المسافات الطويلة استجابة لله ورسوله . فقاوموا واجتازوا كل الصعوبات والأخطار والمشاكل والمعوقات الواقعة في طريقهم ، واستمروا في المسيرة التكاملية متعالين على هوى
1 ) السيرة النبوية ، لابن كثير 2 : 204 . 2 ) تاريخ المدينة المنورة 1 : 488 . 3 ) الفصول في سيرة الرسول ، لابن كثير : 120 .
77
نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 77