نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 76
وكان من تعذيب المشركين إياهم ( يضربون أحدهم ويجيعونه ويعطشونه حتى لا يقدر أن يستوي جالسا من شدة الضر الذي نزل به ) ( 1 ) . وكان الصحابة الأوائل يتقاسمون العذاب والأذى بإيمان واطمئنان بلا تضعضع ولا تراجع ولا هزيمة روحية ، ولم يزدهم العذاب إلا إصرارا على الإيمان ثباتا على طريق الهدى ، وكان شعارهم ( أحد أحد ) ، وحينما اشتد الأذى والعذاب أمرهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالهجرة إلى الحبشة ، فهاجروا فرارا بدينهم . واشتد الأذى والعذاب على من بقي من الصحابة في مكة إلى أن شاء الله عز وجل أن يأذن لهم بالنصر المؤزر بعد حصارهم في شعب أبي طالب ( رضي الله عنه ) ثلاث سنوات ، ثم امتدت الدعوة الإسلامية - بعد ذلك - وانضوى تحت لوائها عدد من أهل المدينة ، فبايعوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في العقبة على السمع والطاعة وعلى أن يؤمنوا له الحماية اللازمة كما يحامون عن أبنائهم ونسائهم ، وعلى حرب من يحاربه مهما كان انتماؤه ( 2 ) . وعاهدوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على إيواء المهاجرين ونصرتهم ، فأذن ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بهجرة من بقي معه في مكة إلى المدينة ، وعلى أثر ذلك تعرض الكثير منهم إلى عنت المشركين واضطهادهم ( 3 ) ، وما أن وصلوا إلى يثرب حتى آخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بين المهاجرين والأنصار ، فجعل لكل مهاجر أخا من