نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 64
بعده ، وبعضهم كان مبغضا لأهل بيته ، وقد وصل حد البغض إلى قتالهم واستباحة دمائهم ، فقد حارب معاوية وعمرو بن العاص وبسر بن أرطأة وآخرون الإمام عليا ( عليه السلام ) ومن بعده الإمام الحسن ( عليه السلام ) ، فكيف يجتمع حب الإمام علي ( عليه السلام ) وحب معاوية وأتباعه في قلب واحد ، والكلام موجه إلى الصحابة ، فكيف يوجه الصحابة إلى حب الصحابة ؟ ورواية ( دعوا لي أصحابي ) مختصة أيضا ببعض الصحابة ، لأن الأمر موجه إلى خالد بن الوليد وهو من الصحابة ، يأمره بالكف عن صحابي آخر ، ويقارن بين أعمال المتقدمين في الإيمان والهجرة والنصرة وأعمال المتأخرين ، فالرواية واضحة الدلالة باختصاصها ببعض الصحابة . وما تقدم من ثناء مشروط بشروط ، منها : الإيمان الحقيقي ، فلا يكون من في قلبه مرض مرادا قطعا ، والاستقامة على المنهج الإسلامي وحسن العاقبة ، لأن بعض الصحابة ارتدوا ثم عادوا إلى الإسلام ، وبعضهم منافقون أسروا نفاقهم ، ولكنه ظهر من خلال أعمالهم ومواقفهم كما سيأتي بيانه . وقد أثنى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على بعض الصحابة بأسمائهم ، ووجه الأنظار إلى عدد محدود منهم ، فكرر مدحهم والثناء عليهم وجعلهم الصفوة من بين آلاف الصحابة ، ولم يساو بين السابقين في الهجرة والإيمان وبين المتأخرين الذين أسلموا خوفا أو طمعا . وفي مقابل الثناء على بعض الصحابة ، وردت أحاديث مفتعلة منسوبة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بحق آخرين من الصحابة . وقد كثر تزوير الأحاديث في عهد بني أمية ، قال ابن عرفة ، المعروف
64
نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 64