نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 29
وجعل أحمد مصطفى المراغي شرطا للاتصاف بالعدالة والوسطية ، وهو اتباع سيرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فمن لم يتبعها يعتبر خارجا عن هذه الأمة فقال : فنحن إنما نستحق هذا الوصف إذا اتبعنا سيرته وشريعته ، وهو الذي يحكم على من اتبعها ومن حاد عنها وابتدع لنفسه تقاليد أخرى وانحرف عن الجادة ، وحينئذ يكون الرسول بدينه وسيرته حجة عليه بأنه ليس من أمته . . وبذلك يخرج من الوسط ويكون في أحد الطرفين ) ( 1 ) . وذهب إلى هذا الرأي محمد رشيد رضا في تفسير المنار ( 2 ) . وخصص العلامة الطباطبائي هذه الصفة بالأولياء دون غيرهم ، فقال : ( ومن المعلوم أن هذه الكرامة ليست تنالها جميع الأمة ، إذ ليست إلا كرامة خاصة للأولياء الطاهرين منهم ) ( 3 ) . وقال - أيضا - : ( فالمراد بكون الأمة شهيدة أن هذه الشهادة فيهم ، كما أن المراد بكون بني إسرائيل فضلوا على العالمين ، أن هذه الفضيلة فيهم من غير أن يتصف بها كل واحد منهم ، بل نسب وصف البعض إلى الكل لكون البعض فيه ومنه ) ( 4 ) . ومما يشهد على أن المقصود ليس أفراد الأمة ، هو أن الذين ذهبوا إلى حجية إجماع الأمة استندوا إلى هذه الآية ، واعتبروا إجماع الأمة هو الحجة دون النظر إلى الأفراد فردا فردا ، كما حكى عنهم الشريف
1 ) تفسير المراغي 2 : 6 . 2 ) تفسير المنار 2 : 5 . 3 ) الميزان في تفسير القرآن 1 : 321 . 4 ) الميزان في تفسير القرآن 1 : 321 .
29
نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 29