نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 122
ولهذه الحقيقة أدلة وشواهد كثيرة ، فحينما طلب معاوية من عبد الله بن سعد بن أبي سرح البيعة أجاب : ( ما كنت لأبايع رجلا أعرف أنه يهوى قتل عثمان ) ( 1 ) . وقال عمرو بن العاص لمعاوية : ( إن أحق الناس ألا يذكر عثمان لا أنا ولا أنت . . . أما أنت فخذلته ومعك أهل الشام ، واستغاثك فأبطأت ، وأما أنا فتركته عيانا ) ( 2 ) . وكان ابن العاص يحرض على قتل عثمان حتى الراعي في غنمه ، وحينما سمع بمقتله قال : ( أنا أبو عبد الله ، أنا قتلته وأنا بوادي السباع ) ( 3 ) . فالذي تباطأ عن نصرة عثمان والذي حرض الناس على قتله هل يكونا مجتهدين في المطالبة بدمه ؟ إلا أن نقول إن التباطؤ والتحريض هو اجتهاد للوصول إلى الخلافة ، واجتهد معاوية أيضا حينما أصبح خليفة بترك ما يسميهم قتلة عثمان خوفا على سلطانه ( 4 ) ! ! فلا ميزان ولا مقياس للاجتهاد عند أصحاب هذا الرأي ، وهذا التبرير مخالف للقواعد الثابتة للإسلام ، فالإسلام ثابت بموازينه وقيمه ، والمسلمون هم الذين يقتربون ويبتعدون عن تلك الموازين والقيم ، فيصيبون ويخطؤون ، ومن الأفضل للباحثين أن يصفوا الأشخاص بالوصف الذي يستحقونه دون تبرير حفاظا على سلامة الموازين والقيم
1 ) تاريخ المدينة المنورة 4 : 1153 . 2 ) الإمامة والسياسة 1 : 98 . 3 ) الكامل في التاريخ 3 : 275 . 4 ) أنساب الأشراف 1 : 125 .
122
نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 122