نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 121
فالحق أنه لا ملاك في تأويل أخطاء الصحابة إلا ولاء المؤرخين وبعض العلماء إلى الوضع السياسي الغالب - لا سيما أيام معاوية بن أبي سفيان - وإظهاره بأفضل صور العدالة . نقض التأويل والاجتهاد : لو سايرنا الرأي الذي يبرر لبعض الصحابة ما ارتكبوه من أعمال وممارسات ، سفكت فيها الدماء وتشتت فيها إلفة المسلمين وتخلخلت جبهتهم الداخلية ، تحت ذريعة التأويل والاجتهاد ، فإننا نقطع بأن بعض الصحابة كمعاوية وعمرو بن العاص غير متأولين وغير مجتهدين في بغيهم على الإمام علي ( عليه السلام ) وسفكهم الدماء ، وإنما بغوا عليه متعمدين ، وليس مطالبتهم بدم عثمان إلا ذريعة واهية ، وفيما يلي نستعرض الظروف والوقائع التي تؤكد تعمدهم في البغي بلا تأويل ولا اجتهاد . أولا : عدم نصرة عثمان في حياته : إن المطالبين بدم عثمان لم ينصروه في حياته وهم قادرون على ذلك ، فقد أوصى معاوية قائد جيشه أن يرابط قرب المدينة في زمن حصار عثمان ، وقال له : ( إذا أتيت ذا خشب فأقم بها ولا تتجاوزها ، ولا تقل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ) . فأقام قائده بذي خشب حتى قتل عثمان ، وحينما سئل جويرية عن ذلك قال : ( صنعه عمدا ليقتل عثمان فيدعو إلى نفسه ) ( 1 ) .
1 ) تاريخ المدينة المنورة 4 : 1289 .
121
نام کتاب : الصحابة في القرآن والسنة والتاريخ نویسنده : مركز الرسالة جلد : 1 صفحه : 121