نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 372
المنتصف ، وحدب الوامق ومِقة المحقّ » ( 1 ) . و قال ابن أعثم : « ثمّ تكلّم الأشعث بن قيس فقال : يا معشر كندة ! إن كنتم على ما أرى فلتكن كلمتكم واحدة ، والزموا بلادكم وحوّطوا حريمكم وامنعوا زكاة أموالكم ; فإنّي أعلم أنّ العرب لا تقرّ بطاعة بني تميم بن مرّة وتدع سادات البطحاء من بني هاشم إلى غيره ، فإنّها لنا أجود ، ونحن لها أجرى وأصلح من غيرنا ; لأنّا ملوك من قبل أن يكون على وجه الأرض قريشي ولا أبطحي » ( 2 ) . و يرى الباحث صدق ما أخبر به أبو ذرّ وبقية المهاجرين والأنصار الاثني عشر من تسبّب خيانة أبي بكر وأصحاب السقيفة ، وضعة مكانة أبي بكر في تمرّد القبائل وطمعها في الخلافة ، واسترابتها في الدين . ثمّ قال ابن أعثم : « جاء لزياد بن لبيد الأنصاري العامل على كندة رجل يقال له : الحارث بن معاوية ، فقال لزياد : إنّك لتدعو إلى طاعة رجل لم يُعهد إلينا ولا إليكم فيه عهد . فقال له زياد بن لبيد : يا هذا ! صدقت ، فإنّه لم يُعهد إلينا ولا إليكم فيه عهد ، ولكنّا اخترناه لهذا الأمر . فقال له الحارث : أخبرني لمَ نحّيتم عنها أهل بيته وهم أحقّ الناس بها ; لأنّ الله عزّ وجلّ يقول : ( وأُولوا الأرحام بعضُهم أوْلى ببعض في كتاب الله ) ( 3 ) ؟ ! فقال له زياد بن لبيد : إنّ المهاجرين والأنصار أنظر لأنفسهم منك . فقال له الحارث بن معاوية : لا والله ، ما أزلتموها عن أهلها إلاّ حسداً منكم لهم ، وما يستقرّ في قلبي أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خرج من الدنيا ولم ينصب للناس علماً يتّبعونه ، فارحل عنّا أيّها الرجل ; فإنّك تدعو إلى غير الرضا . ثمّ أنشأ الحارث بن معاوية يقول : كان الرسول هو المطاع فقد مضى * صلّى عليه الله لم يستخلف