responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 354


المسلمين منذ السنوات الأُولى لبعثة النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ; ففي الوقت الذي كان رؤساء قريش و غيرها قد اعتمدوا المواجهة المعلنة والمصادمة الشديدة لهذا الدين ، لأنّ مصالحهم و مواقعهم القبلية مهدّدة بالخطر ، اعتمدوا - في الوقت نفسه - سياسة الاختراق هذه ، التي هي طريق طبيعي مألوف ، في كلّ عصور البشر ، بين أيّ قوّتين متدافعتين .
فأبو سفيان - وغيره من الحزب القرشي في مكّة - كان يقيم علاقة في أوائل الهجرة مع عبد الله بن أبي سلول في المدينة ، الذي أسلم في الظاهر وكان من رؤوس النفاق ، ولم يقم مثل هذه العلاقة مع مَن أسلم في مكّة في الأيام الأُولى ; لاختراق صفوف ونظام الإسلام والمسلمين ، واعتماداً على هذه السياسة ، تحسّباً لنتائج المستقبل من أنّ القوّة والسلطة في الجزيرة قد تقع في يد صاحب هذا الدين الجديد .
لقد كانت القبائل النائية عن مكّة تتطلّع إلى ذلك ، فكيف لا تتطلّع قريش إليه ; يقول الطبري : « وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يعرض نفسه في الموسم إذا كان على قبائل العرب يدعوهم إلى الله ، ويخبرهم أنّه نبيّ مرسل ، ويسألهم أن يصدّقوه ويمنعوه حتّى يبيّن عن الله ما بعثه به . .
حدّثنا ابن حميد ، قال : حدّثنا سلمة ، قال : قال محمّد بن إسحاق : وحدّثني محمّد بن مسلم بن شهاب الزهري : « أنّه أتى بني عامر بن صعصعة ودعاهم إلى الله وعرض عليهم نفسه ، فقال رجل منهم يقال له : بيحرة بن فراس : والله لو أنّي أخذت هذا الفتى من قريش لأكلت به العرب .
ثمّ قال له : أرأيت إن نحن تابعناك على أمرك ثمّ أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك ؟ ! قال : الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء . قال : فقال له : أفنهدف نحورنا للعرب دونك فإذا ظهرت كان الأمر لغيرنا ؟ ! لا حاجة لنا بأمرك . فأبوا عليه » ( 1 ) .
فإذا كانت القبائل المتوسّطة والصغيرة تتطلّع إلى تولّي الحكم بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،


1 . تاريخ الطبري 2 / 83 - 84 .

354

نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست