responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 355


فكيف لا تعتمد قريش سياسة وتدبير من أوائل أيام البعثة كي تكون هي الظافرة بملك محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، لا سيّما وأنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد كان ينبئ ويخبر بما سيكون عليه مستقبل دين الإسلام وأنّه سيسود البلدان ؟ !
فقد روى الطبري و غيره : « أنّ ناساً من قريش اجتمعوا ، فيهم أبو جهل بن هشام ، والعاص بن وائل ، والأسود بن المطّلب ، والأسود بن عبد يغوث ، في نفر من مشيخة قريش ، فقال بعضهم لبعض : انطلقوا بنا إلى أبي طالب فنكلّمه فيه فلينصفنا منه ، فيأمره فليكفّ عن شتم آلهتنا . . . » .
إلى أن قال : « قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أي عمّ ! أوَ لا أدعوهم إلى ما هو خير لهم منها ؟ !
قال : وإلى ما تدعوهم ؟ قال : ادعوهم إلى أن يتكلّموا بكلمة تدين لهم بها العرب ويملكون بها العجم » ( 1 ) .
و المتتبّع في كتب التاريخ والسير يجد الكثير من هذه النماذج التي تشير إلى تحسّب القبائل وطمعها في الدعوة الجديدة ومستقبلها ، والسلطة الجديدة الآخذة في الانتشار . و نظيره ما كانت تتنبّأ به الكهنة والمنجّمين ، وكانت قريش تعتمد عليهم كثيراً ، وقد ذكر إخبارهم بمستقبل النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في كتب السير والتاريخ ، بل كانت اليهود والنصارى كثيراً ما تتوعّد المشركين بالظفر عليهم عند بعثة خاتم النبيّين من مكّة ، ولذلك هاجروا من بلاد الشام واستوطنوا الحجاز انتظاراً لبعثة النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . .
وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك : ( ولمّا جاءهم كتاب من عند الله مصدّقٌ لِما معهم وكانوا من قبلُ يستفتحون على الّذين كفروا فلمّا جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين ) ( 2 ) ، بل قد ذكرت كتب السير والتاريخ أنّ اليهود - مع ذلك - كانت تترصّد اغتيال أجداد وآباء النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
فمن كلّ ذلك يتبيّن أنّ خبر المستقبل كان متفشيّاً منتشراً في أرجاء مكّة


1 . تاريخ الطبري 2 / 65 . 2 . البقرة / 89 .

355

نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند    جلد : 1  صفحه : 355
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست