نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 353
مشكاة المصابيح ( 1 ) . و قد أدرك المسلمون الحال المتردّي الذي وصلوا إليه ، وإنّ إقامة دين محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وإبعاد الزيغ والانحراف عنه في داخل البلاد الإسلامية أوّلا مقدّم على فتح البلدان غير الإسلامية ، وإنّ خلع الخليفة الفاسد ونصب الخليفة العادل هو قطب الرحى الذي يدور عليه نظام الدين ونظام المسلمين ، كما قالت بنت المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « وطاعتنا نظاماً للملّة » . هذه الحقيقة التي أدركها المسلمون في قتل عثمان هي التي أوجبت اشتعال حروب عليّ ( عليه السلام ) الداخلية - حرب الجمل وصفّين والنهروان - بدل من فتح البلدان ، وكذلك سيرة الحسنين ( عليهما السلام ) ; فإنّ إصلاح أُمّة محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مقدّم على دعوة الكفّار إلى الإسلام . و أي إسلام يُدعى الكفّار إليه ؟ ! أهو الإسلام الذي لبني أُميّة فيه النصيب الأوفر ؟ ! أم الإسلام الذي ينصّب معاوية بن أبي سفيان ويزيد بن أبي سفيان ولاةً على الشام ؟ ! أم الإسلام الذي يفرّق بين القرشي وغير القرشي ، والعربي وغير العربي ؟ ! أم الإسلام الطبقي البرجوازي ، وإسلام الإقطاع وتكدّس الثروات ؟ ! أم الإسلام الذي يحرّم الخروج على الخليفة الجائر ؟ ! أم الإسلام الذي يرى مشروعية الخليفة المتغلّب بالقوّة على رقاب المسلمين ؟ ! أم الإسلام الذي يسوّغ كلّ مخالفة للأحكام والأُصول تحت ذريعة : « اجتهد فأخطأ » ، و : « تأوّل فيُعذر » ؟ ! أم الإسلام الذي يمنع تدوين وحفظ أحاديث النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لطمس معالم الدين ؟ ! فالحقيقة التي يصل إليها الباحث في التاريخ والعلوم الإسلامية هي : إنّ قريش وجملة من قبائل العرب لمّا شاهدوا بزوغ الدين الجديد وأنّه ستكون له القدرة والسلطة على كلّ الجزيرة العربية وغيرها من البلدان ، أخذوا بتنظيم عملية اختراق لصفوف
1 . مشكاة المصابيح : 465 .
353
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 353