نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 351
ويحتمل أن يكون هذا الكلام في زمن بني أُميّة ، وأهل الشام ، من بني أُميّة وأتباعهم ، كانوا منافقين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر ، والمنافقون شرّ من الكفّار وهم في الدرك الأسفل من النار ، وهم كانوا يسبّون أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو الكفر بالله العظيم ، والنصارى لم يكونوا يفعلون ذلك . ويحتمل أن يكون هذا مبنياً على أنّ المخالفين غير المستضعفين مطلقاً شرّ من سائر الكفّار ، كما يظهر من كثير الأخبار ، والتفاوت بين أهل تلك البلدان باعتبار اختلاف رسوخهم في مذهبهم الباطل ، أو على أنّ أكثر المخالفين في تلك الأزمنة كانوا نواصب منحرفين عن أهل البيت ( عليهم السلام ) ، لا سيّما أهل البلدان الثلاثة ، واختلافهم في الشقاوة باعتبار اختلافهم في شدّة النصب وضعفه . ولا ريب في أنّ النواصب أخبث الكفّار ، وكفر أهل مكّة جهرة هو إظهارهم عداوة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وقد بقي بينهم إلى الآن ، ويعدّون يوم عاشوراء عيداً لهم ، بل من أعظم أعيادهم ( 1 ) . أقول : و هذه السُنن التي يجازون بها نبيّ الرحمة ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا زالت منتشرة في بلدان الشام ويسمّونه : « عيد الظفر » ، وكذلك في بعض بلدان المغرب العربي . و من ثمّ كان النظام الديني القائم في البلاد الإسلامية عند أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) وفقه الإمامية ليس يشكّل دار الإيمان وإنّما هو دار الإسلام صورة ، ويفرّق في الأحكام الاجتماعية والسياسية والمالية والحقوقية وغيرها بين الدارين . ففي رواية محمّد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال : « كان ممّا قال هارون - العبّاسي - لأبي الحسن حين أُدخل عليه : ما هذه الدار ؟ فقال : هذه دار الفاسقين ، قال : ( سأصرف عن آياتيَ الّذين يتكبّرون في الأرض بغير الحقّ وإن يروا كلّ آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتّخذوه سبيلاً وإن يروا سبيل الغيّ يتّخذوه سبيلا ) ( 2 ) .
1 . مرآة العقول 11 / 219 . 2 . الأعراف / 146 .
351
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 351