نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 349
أي : لقد بدء تولّد انحراف الدين والنظام الإسلامي عن مسيره ، وسينتج ذلك تفشّي الظلم والفساد في الأُمّة وهرج في مسيرها . و هو ما حصل ; فإنّ الخليفة الأوّل عيّن يزيد بن أبي سفيان والياً على الشام ، كما جعل الولاة وأُمراء الجيش غالبهم من الحزب القرشي من مسلمة الفتح والطلقاء ، الّذين لم يفتؤوا يكيدوا للإسلام عداءً ، وبالتالي فهو أوّل مَن وطّأ وأعدّ لمجيء بني أُمية إلى رأس السلطة ، والتسلّط على رقاب المسلمين والتحكّم بمصير الأُمّة . وكذلك فعل الخليفة الثاني ; إذ عيّن معاوية بن أبي سفيان والياً على الشام ، وعثمان - من البطن الأُموي - خليفة له من بعده ; بتوسّط معادلة شورى الستّة الّذين عيّنهم ، والتي كانت واضحة الرجحان لصالح عثمان . هذا مضافاً إلى ما قام به كلّ من الأوّل والثاني من السُنن الجائرة الحائدة عن سُنن الله ورسوله ، فلم يبقيا من الإسلام إلاّ اسمه ومن القرآن إلاّ رسمه ، كما ستأتي الإشارة إلى جملة منها . و قد طفقت ثروات الحزب القرشي - حزب السقيفة - في عهد الأوّلين ، فضلا عن الثالث ، تزيد من غنائم الفتوحات حتّى بلغت أرقاماً خيالية ، كما سنوا فيك بقائمة ببعضها ، وساد التمييز الطبقي والعرقي مجتمع المسلمين ; فقُتل الخليفة الثاني بيد أحد الموالي ، بعد أن مات الأوّل في ظروف مريبة ، بسبب الاختلاف الذي جرى بين عصابة أصحاب السقيفة ، حتّى قام أهل بلاد الفتوح - وهم أهل مصر والعراق - إضافةً إلى أهل المدينة بقتل الثالث ، بسبب وصول فساد وضع المسلمين الداخلي إلى درجة المناداة بتقويم أو خلع الخليفة . روى الطبري من طريق عبد الرحمن بن يسار أنّه قال : لمّا رأى الناس ما صنع عثمان كتب مَن بالمدينة من أصحاب النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى مَن بالآفاق ، وكانوا قد تفرّقوا في الثغور : « إنّكم إنّما خرجتم أن تجاهدوا في سبيل الله عزّ وجلّ تطلبون دين محمّد 9 ، فإنّ دين
349
نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 349