نام کتاب : الصحابة بين العدالة والعصمة نویسنده : الشيخ محمد السند جلد : 1 صفحه : 153
عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كلّ شيء قديرٌ ) فخصّ تعالى ذوي القربى بالمقام بعد النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقرنهم به وبذاته المقدّسة دلالة على تشريفهم ولزوم طاعتهم وأحقّيّتهم بالأمر دون غيرهم ، فكرّر اللام التي للاختصاص وملكية التصرّف لذاته تعالى ولرسوله ولذي القربى دون غيرهم ، دلالة على منصب ذوي القربى الخاص في الولاية على الأموال والأُمور العامّة . وقال تعالى مخاطباً نبيّه : ( فآت ذا القربى حقّه ) كما خصّهم بالذِكر في الأمر بالمودّة ، و جعله أجراً لكلّ الرسالة والدين وعدلا لمجموع الإسلام الحنيف حين قال تعالى : ( قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى ) و قال : ( قل ما أسألكم عليه من أجر إلاّ من شاء أن يتّخذ إلى ربّه سبيلا ) ( 1 ) و قال : ( قل ما سألتكم من أجر فهو لكم ) ( 2 ) ، فبيّن تعالى أنّ مودّة وولاية ذوي القربى هي السبيل إليه تعالى ، وهي لنفع جميع المسلمين وصلاحهم وكمالهم . فلم يدرجهم تعالى مع سائر المهاجرين والأنصار مع إنّ ذوي القربى هم أوّل الناس هجرة إلى الله ورسوله وأوّلهم نصرة وطاعة ونصحاً وصبراً . و قال ( عليه السلام ) في الخطبة المعروفة بعد النهروان : أمّا بعد . أيّها الناس ! أنا الذي فقأت عين الفتنة ، شرقيّها وغربيّها ، ومنافقها ومارقها ، ولم يكن ليجترئ عليها أحد غيري ، بعد أن ماج غيهبها ، واشتدّ كلَبها ، وأيم الله ، لو لم أَكُ فيكم لَما قوتل أصحاب الجمل الناكثون ، ولا أهل صِفّين القاسطون ، ولا أهل النهروان المارقون . . . إنّ قريشاً طلبت السعادة فشقيتْ ، وطلبت النجاة فهلكتْ ، وطلبت الهداية فضلّتْ . إنّ قريشاً قد أضلّت أهل دهرها ومن يأتي من بعدها من القرون ; ألم يسمعوا - ويحهم - قوله تعالى : ( والّذين آمنوا واتّبعتهم ذرّيّتُهم بإيمان ألحقنا بهم ذرّيّتهم ) ( 3 ) ؟ ! فأين المعدل والمنزع عن ذرّيّة الرسول ، الّذين شيّد الله بنيانَهم فوق بنيانِهم ، وأعلى رؤوسَهم