نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 73
غلطة ، ومعنى غلطة أنها على غير الحق . أما عثمان فخالف الإسلام ، ولذا ثارت عليه الأقطار الإسلامية بتحريض السيدة عائشة ، فكانت الثورة عليه شعبية إسلامية ، لا شعوبية ، ولا من الشذاذ وقطاع الطرق - كما قيل - . وإن الأصحاب الذين حالوا بين علي والخلافة إنما فعلوا ذلك لسببين : الأول : إنه شديد في الحق ، لا يتساهل به أبدا . الثاني : التعصب على أهل البيت ، حيث كرهوا أن تجتمع في بيت واحد ، وهو بيت محمد النبوة والخلافة . وإذا أبى من أبى تعصبا وعنادا أن يعترف لعلي بالخلافة ، لا لشئ إلا لأنه على حق ، ومن أهل البيت ، فإن الشيعة آمنوا بخلافته ، لأنهم يؤمنون بالحق ، وأحبوه ، لأنهم يحبون النبي وأهل بيته الأطهار . وبالإجمال فإن ما قاله الإمامية في هذا الباب لا يزيد في حقيقة شيئا عما قاله أحمد أمين في كتاب " يوم الإسلام " الذي ألفه في أيامه الأخيرة ، وبعد أن أقام الدنيا ، ولم يقعدها على الإمامية في فجر الإسلام وضحاه . وسبق أن أثبتنا بالأرقام أن من أنكر التقية يقول بها ، وأن التهمة بالجفر بمعنى علوم الغيب ، وبتحريف القرآن ، وما إلى ذاك هي أليق وألصق بمنن اتهم وتهجم . ومن الخير أن نذكره بهذه المناسبة ما قاله الشيخ محمد رضا المظفر في كتاب " السقيفة " ص 66 وما بعدها طبعة 1953 ، . قال : " ما بال عمر بن الخطاب لم يعتقد بهجر أبي بكر حين أوصى له بالخلافة من بعده ، مع أن أبا بكر كان مريضا حين الوصية ، حتى أغمي عليه من شدة الوجع ، وأثناء تحرير الاستخلاف الذي كان يتولاه عثمان بن عفان ، فأتم عثمان النص على عمر دون أن يعلم أبو بكر ، خشية أن يدركه الموت قبل الوصية . وحين استفاق أمضى ما كتب عثمان . لقد علم عمر أن النبي سينص في الكتاب على علي لا محالة ، ذلك أنه قال : أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده أبدا ، وكان أن سبق وعبر مثل هذا التعبير في حديث الثقلين ، حيث قال : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي . لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما أبدا . ففهم عمر ماذا يريد الرسول ، ولذا قال : إنه يهجر ، أو وجع " .
73
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 73