نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 51
أكل الميتة في المخمصة ، وإساغة اللقمة في الخمر ، والتلفظ بكلمة الكفر . ولو عم الحرام قطرا ، وبحيث لا يوجد فيه حلال إلا نادرا فإنه يجوز استعمال ما يحتاج إليه " . وقال أبو بكر الرازي الجصاص - من أئمة الحنفية - في الجزء الثاني من كتاب " أحكام القرآن " ص 10 طبعة 1347 ه : قوله تعالى " إلا أن تتقوا منهم تقاة " يعني أن تخافوا تلف النفس ، أو بعض الأعضاء ، فتتقوهم بإظهار الموالاة من غير اعتقاد لها ، وهذا هو ظاهر ما يقتضيه اللفظ ، وعليه الجمهور من أهل العلم ، وقد حدثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي عن الحسن بن أبي الربيع الجرجاني عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون الله " قال : لا يحل لمؤمن أن يتخذ كافرا وليا في دينه ، وقوله تعالى " إلا أن تتقوا منهم تقاة " يقتضي جواز إظهار الكفر عند التقية ، وهو نظير قوله تعالى " من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان " . وفي الجزء الثالث من السيرة الحلبية ص 61 مطبعة مصطفى محمد " لما فتح رسول الله خيبر قال له حجاج بن علاط : يا رسول الله إن لي بمكة مالا ، وإن لي بها أهلا ، وأنا أريد أن آتيهم ، فأنا في حل إن أنا نلت منك ، وقلت شيئا ، فأذن له رسول الله أن يقول ما يشاء " . وهذا الذي قاله صاحب السيرة الحلبية عن النبي ، ونقله الجصاص إلى الجمهور من أهل العلم هو بعينه ما تقوله الإمامية ، إذن القول بالتقية لا يختص بالشيعة دون السنة . أما قصة نعيم بن مسعود الأشجعي فأشهر من أن تذكر . ولا أدري كيف استجاز لنفسه من يدعي الإسلام أن ينعت التقية بالنفاق والرياء ، وهو يتلو من كتاب الله ، وسنة نبيه ما ذكرنا من الآيات والأحاديث ، وأقوال أئمة السنة ، وهي غيض من فيض مما استدل به علماء الشيعة في كتبهم ، وكيف تنسب الشيعة إلى الرياء ، وهم يؤمنون بأنه الشرك الخفي ، ويحكمون ببطلان الصوم والصلاة والحج والزكاة إذا شابتها أدنى شائبة من رياء ؟ وأود أن أوجه هذا السؤال لمن نسب الشيعة إلى النفاق والرياء من أجل التقية : ما رأيك فيمن قال - من علماء السنة - إن جبرائيل ليلة أسرى بالنبي إلى السماء جاءه بقدحين : أحدهما من لبن ، وآخر من خمر ، وخيره بين شرب
51
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 51