نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 49
تعمدوا إضرارك والإساءة إليك . فتماشيهم بقدر ما تصون به نفسك ، وتدفع الأذى عنك ، لأن الضرورة تقدر بقدرها . وقد مثل فقهاء الشيعة لذلك بأن يصلي الشيعي " متكتفا " ، أو يغسل رجليه في الوضوء بدلا من مسحهما في بيئة سنية متعصبة ، بحيث إذا لم يفعل لحقه الأذى والضرر . هذي هي التقية في حقيقتها وواقعها عند الشيعة ، وما هي بالشئ الجديد ، ولا من البدع التي يأباها العقل والشرع . فقد تكلم عنها الفلاسفة وعلماء الأخلاق قبل الإسلام وبعده ، تكلموا عنها وأطالوا ، ولكن لا بعنوان التقية ، بل بعنوان : " هل الغاية تبرر الواسطة ؟ " وما إلى ذاك ، وتكلم عنها الفقهاء ، وأهل التشريع في الشرق والغرب بعنوان : " هل يجوز التوصل إلى غاية مشروعة من طريق غير مشروع ؟ " . وبعنوان " المقاصد والوسائل " وتكلم عنها علماء الأصول من السنة والشيعة بعنوان : " تزاحم المهم والاهم " واتفقوا بكلمة واحدة على أن الأهم مقدم على المهم ، ارتكابا لأقل الضررين ، ودفعا لأشد المحذورين ، وتقديما للراجح على المرجوح . . . وهذه العناوين وما إليها تحكي التقية كما هي عند الإمامية ، ولا تختلف عنها إلا في الأسلوب والتعبير . وكانت التقية وما زالت دينا يدين به كل سياسي في الشرق والغرب ، حتى المخلص الأمين . وإذا سأل سائل : ما دام الأمر كذلك فلماذا عبر الشيعة بلفظ التقية ، ولم يعبروا بلفظ المقاصد والوسائل ، وأو الغاية تبرر الواسطة ؟ الجواب : إن العبرة بالمعنى ، لا باللفظ ، وقديما قال العارفون : " النقاش في الاصطلاحات اللفظية ليس من دأب المحصلين " . ثانيا : إن علماء الشيعة يأخذون - دائما أو غالبا - ألفاظهم ومصطلحاتهم الشرعية من نصوص الكتاب والسنة ، وقد عبر القرآن الكريم عن هذا المعنى بمادة الاتقاء ، كما تدل الآية التالية : ومهما يكن . فقد استدل الإمامية بالآية 28 من سورة آل عمران : " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله
49
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 49