نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 48
التقية والبداء والرجعة والجفر ومصحف فاطمة بين السنة والشيعة أثبتنا في فصل سابق أن الشيعة الإمامية يقولون بأن الإمامة تكون بالنص ، لا بالانتخاب ، وإنهم يوجبون العصمة للإمام ، وإنهم يستدلون على هذين الأصلين بأحاديث صحيحة ثابتة عند السنة والشيعة ، وأيضا عرفنا أنهم أبعد الفرق عن الغلو والمغالين ، وإنهم لا يدعون لأئمتهم علم الغيب ، ولا الإيحاء والإلهام ، وإن من نسب إليهم شيئا من ذلك فهو جاهل متطفل ، أو مفتر كذاب ، وإن علوم الأئمة - في عقيدة الشيعة - يحدها كتاب الله وسنة نبيه . ولكن نسب إلى الشيعة الإمامية القول بالتقية والبداء والرجعة ، وأطلقت في وجوههم صرخات الكفر والزندقة من أجلها . فهل هذه النسبة صحيحة ؟ ثم ما معنى هذه الألفاظ ، ومدلولاتها على التحقيق ؟ وبالتالي ، هل يستدعي القول بهذه المبادئ الكفر والخروج عن الإسلام ؟ وإليك الجواب الصريح . التقية : أما التقية فقد قال بها الشيعة الإمامية ، وبحثوها مطولا في كتبهم الفقهية [1] وفرعوا عليها مسائل كثيرة ، واستدلوا على تشريعها وجوازها بالكتاب والسنة والعقل . ومعنى التقية التي قالوا بها إن تقول أو تفعل غير ما تعتقد ، لتدفع الضرر عن نفسك ، أو مالك ، أو لتحتفظ بكرامتك ، كما لو كنت بين قوم لا يدينون بما تدين ، وقد بلغوا الغاية في التعصب ، بحيث إذا لم تجارهم في القول والفعل
[1] ألف الشيخ الكبير مرتضى الأنصاري رسالة خاصة بالتقية ، طبعت في آخر كتاب " المكاسب " .
48
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 48