responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 475


الاستعماري على الأرض المقدسة ، وإخراج أهلها من ديارهم . ثم انتقلت من هذه المقارنة إلى استخراج العبرة والعظة من جهاد النبي ( ص ) والمسلمين في هجرتهم ، وتدبير الخطط وإحكامها الذي بلغ بالمسلمين إلى أوج النصر على عدوهم ، وتحطيم طغيانهم وعدوانه ، وأوقف صناديد قريش الذين أخرجوا النبي من مكة ، أوقفهم بين يديه أذلاء مستسلمين ، يستمعون إليه وهو يقول لهم :
" ما تظنون أني فاعل بكم ؟ " وقد يظن البعض أن الهدف الأول من هجرة النبي والمسلمين هو مجرد الهروب بدينهم من المشركين الذين تعرضوا للمسلمين بالأذى ، ومنعوهم من ممارسة الشعائر والأعمال الدينية ، تماما كما يلتجئ العابد الزاهد إلى المسجد ليقيم فيه صلاته بعيدا عن الضوضاء والغوغاء . . . كلا ، لقد كانت هجرة المسلمين أبعد وأعمق من ذلك . . . والدليل ما حققته من نتائج وأهداف لقد كانت هجرة الرسول - بالإضافة إلى الهروب بالدين - خطة مرسومة ومدبرة تمهيدا للمعركة الفاصلة ، تماما كانسحاب الجيش من ميدان القتال إلى موقع آخر من مواقعه للهجوم المعاكس والانقضاض على العدو بضربة قاضية لا تقوم له بعدها قائمة .
وبعد أن وصل النبي إلى المدينة آخى بين أصحابه وجمع القلوب المتخاصمة ، وأذاب ما فيها من عصبية وأحقاد ، وحين تم له ذلك بدأ يرغب المسلمين في الجهاد ، ويحثهم على الدفاع عن كيانهم وعقيدتهم ، ويضمن الجنة لمن يقتل في سبيل الله ، والعزة والكرامة دنيا وآخرة لمن ينجو من القتل . ولما أخذت هذه التعاليم سبيلها إلى نفوسهم شرع بتجنيدهم وتأليف السرايا ، يبعثها هنا وهناك . . .
وقادها بنفسه أكثر من مرة ، وحققت الاستقرار والأمن للمسلمين ، كما أقلقت راحة قريش وسلامتها . . . ثم تحولت السرايا إلى معارك كبرى ، - والمسلمون يبذلون أرواحهم وأموالهم ، حتى جاء نصر الله والفتح " وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا " وأحسب أن هذه الإشارة كافية لاستخراج العبرة التي يجب أن ننتفع بها في نكبتنا بإسرائيل ومن ساند إسرائيل . . .
هاجر النبي ( ص ) من مكة المكرمة لاعتداء المشركين عليه وعلى أصحابه ،

475

نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 475
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست