نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 469
في شئ ، وإن زكى جبنه وحرصه على الحياة بألف علة وعلة . الحسين ولا تعرف الإنسانية واحدا في تاريخها كله تمثلت فيه روح التضحية والفداء من أجل ما يعتقد ويدين كما تمثلت في الحسين ( ع ) الذي نطق الواقع على لسانه ، وهو في طريقه إلى الاستشهاد : " أمضي على دين النبي " . لقد رحب الحسين بالاستشهاد ، وأقدم عليه دون تردد لا حبا بالموت ، وتبرما بالحياة ، ولا فرارا من سأم ، ولا اضطرابا في النفس ، ولا طموحا إلى بطولة وسلطان ، ولا خوفا من الاتصاف بالجبن . . لا دافع ولا هدف على الإطلاق إلا الامتثال لمشيئة الله ، والانقياد لأمر رسول الله الذي لا مفر من طاعته ، ولا محيد . قال له أخوه محمد بن الحنفية : ما حداك على الخروج عاجلا ؟ قال الحسى ، أتاني رسول الله ، يا حسين اخرج ، شاء الله أن يراك قتيلا . قال محمد : إنا لله ، وإنا إليه راجعون . . فما معنى حملك هذه النسوة معك ؟ . قال الحسين : إن الله شاء أن يراهن سبايا . وقاله له ابن عباس : لا تخرج إلى العراق . قال الحسين : إن الله أمرني بأمر ، وأنا ماض فيه . قال ابن عباس : وا حسيناه . أطلق ابن عباس صرخته الدامية هذه ، وهو لا يعلم أنها قد تجاوزت حدود الزمان والمكان ، وأنها ستحدث انقلابا في الأفكار والأوضاع ، وتتخذ شعارا للثورات والانتفاضات ، ونشيدا للحرية والاستقلال ، وأنها ستجري أبحرا من الدماء والدموع ، وتملأ الأجواء لهيبا من الآهات والزفرات ، وأن المواكب والمطابع والمنابر سترددها مدى الأجيال ، وإلى آخر يوم . وبعد ، فإن الحسين ( ع ) يحب الحياة ، ويكره الموت . . . ما في ذلك ريب . . وإلا لم يكن عظيما ، لأن من تساوى في مقاييسه الموت والحياة لا يعد باذلا
469
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 469