نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 468
الجزار والخباز وتسأل ، ماذا تقول في الجزار والخباز وبائع الخضار وما أشبه من الذين ينتفع الناس بهم في حياتهم اليومية ، دون أن يكون لأعمالهم طبيعة الدوام والاستمرار ؟ . الجواب : ما من أحد يؤدي دورا في هذه الحياة إلا ويترك أثرا نافعا ، وإن لم يبد ظاهرا للعيان . . إن العامل ، أي عامل عضو حي من المجتمع ، وبه وبغيره تحصل البشرية على غاياتها . . . وكثيرا ما يقيض الله السعادة للآخرين عن طريق واحد من هؤلاء البسطاء ، أو ينبه به غافلا ، أو يلهم به مفكرا ، أو يؤازر مصلحا . وكفى العامل البسيط أثرا أن يكون له أسره صالحة ، فيربي أبناءه بالكثير من العرق ، والجهد المضني . العمر القصير وأقصر الناس عمرا من لا يرى هما إلا همه ، ولا مشكلة إلا مشكلته ، ولا خيرا إلا خيرة ، وقد يخلد هذا ، ويدوم له الذكر بما يتركه من أسواء وأدواء . . . ولكنه يخلد في العذاب ، في اللعن والسباب ، تماما كما خلد يزيد ونيرون . العمر الطويل أما أطول الناس أعمارا ، وأكثرهم تأكيدا لوجودهم في كل زمان ومكان فكثيرون : منهم العلماء الذين اكتشفوا قوى الطبيعة ، وسلطوا عليها إنسان القرن العشرين ، لينشئ منها حياة جديدة بعد أن تسلطت عليه واستعبدت أسلافه قرونا وأحقابا . ومنهم الذين يمنحون الناس التفاؤل ، ويشجعونهم على المضي في العمل في أجل حياة أرغد وأسعد . وفي طليعتهم الأنبياء والأوصياء الذين أرشدوا الإنسانية ، وأضاءوا لها سبيل الرقي والهداية . ومنهم الذين يملكون الاستعداد للاستشهاد والتضحية بكل عزيز من أجل إحياء الحق ، وإماتة الباطل . ولا أتجاوز الحقيقة إذا قلت : إن إيمان المؤمن ، ودين المتدين يقاس بالاستعداد للتنازل عن حياته من أجل الدين ومن فقد هذا الاستعداد فما هو من الدين وأهله
468
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 468