responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 467


أمضي على دين النبي معنى الحي سؤال ، قد يبدو للوهلة الأولى غريبا . . وهو ما معنى هذا حي ، وذاك ميت ؟ .
ووجه الغرابة أن معنى الحي معروف ، وكذلك معنى الميت . . ومع التأمل يتضح أن هذا السؤال وجيه . . وإليك البيان :
إن لكل فرد من أفراد الإنسان واقعا يعيش فيه ، وهو عمله بالذات ، وقد يقتصر هذا العمل على صاحبه ، ولا يتعدى أثره إلى غيره وقد يتجاوزه ، وينتفع به الآخرون . . والأول حي بالاسم ، ميت بالفعل - وإن أكل وشرب - ما دام لا يحس أحد بوجوده ، والثاني حي بآثاره الباقية ، يمتد وجوده بوجودها ، وإن صار ترابا وعظاما .
إن محمد ( ص ) الذي اقترن اسمه باسم الله في المعابد والمعاهد ، وفي الصلوات والدعوات في كل زمان ومكان ، إن محمدا باق ببقاء الله ، وكذلك أهل بيته الذين نزلت بهم آية المودة والتطهير أحياء ما دام لكتاب الله ، وسنة نبيه أنصار وأتباع . . . وكل من ترك أثرا من قول أو فعل ينتفع الناس به مباشرة أو بالواسطة فهو موجود ، وكل من خرج من هذه الحياة كما دخلها أول مرة فهو أبتر وعقيم ، وعبث زائد .
فمن غرس شجرة ، أو بني بيتا ، أو شق طريقا ، أو اخترع آلة ، أو اكتشف نظرية ، أو ألف كتابا ، أو نشر مقالا ، أو ألقى خطابا ينير العقول والأفكار ، أو يثير العواطف ، ويتجه بها نحو الخير ، كل أولاء ، ومن إليهم ، باقون ما دامت آثارهم تحيا وتتحرك من بعدهم .

467

نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 467
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست