نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 457
ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " . فقد أجمع المفسرين على أن المراد بأبنائنا الحسن والحسين ، وبنسائنا فاطمة ، وبأنفسنا النبي وعلي . وقال النبي : " علي مني وأنا من علي . . . علي مع الحق والحق مع علي . . علي رباني هذه الأمة . . . من كنت مولاه فعلي مولاه " ، إلى غير ذلك من الفضائل التي قال عنها طه حسين في كتابه " علي وبنوه " : " إن عليا كان أهلا لها ولأكثر منها ، ويعرفها له خيار المسلمين ، ويؤمن بها أهل السنة كما تؤمن بها شيعته " . هذا ، إلى عقل يتسع لكل شئ ، وفراسة لا يكاد يخفي عليها شئ ، وحكمة هي الحقيقة والواقع الملموس وبلاغة ليس فوقها إلا بلاغة القرآن . إن هذا العلم والعقل وهذه الحكمة والبلاغة قد جعلت من الإمام ترجمانا للتشريع ومرجعا في جميع العلوم الإسلامية ، وقدوة لكل مذهب من مذاهب المسلمين . لم يكن للمسلمين علوم مدونة في عهد الإمام ، ولما صار لهم علوم منظمة ، لها أبواب وفصول ، ووضعوا الكتب في الفقه والأصول والتفسير والحديث ، وعلم الكلام والتوحيد ، والأدب وتاريخه ، والبلاغة ، وفي المذاهب والفرق ، وما إلى ذلك استعان بنور علمه وحكمته كل عالم ومؤلف ، واحتج بقوله وبلاغته كل أديب وكاتب . ( أنظر كتاب علي والفلسفة للمؤلف ) . كان علي عالما بالأصول والأنظمة التي قررها القرآن والرسول ، والتي تحقق للناس الرخاء والهناء فحرص عليها ، وأمر عماله بالعمل بها ومن تلك الأصول : " احترام الجماهير " . قال في عهده لمالك الأشتر النخعي لما ولاه على مصر : " إن سخط الخاصة يغتفر مع رضى العامة . . . فليكن صفوك لهم ، وميلك معهم " . وكتب إلى أحد عماله على الخراج " لا تبيعن للناس في الخراج كسوة شتاء ولا صيف ، ولا دابة يعملون عليها ولا عبدا . ولا تضربن أحدا سوطا بمكان درهم . " " رعاية الموظفين " وقد أوصى الأشتر أن يختار الموظفين الأكفاء ، وأن " يسبغ عليهم الأرزاق فإن ذلك قوة لهم على استصلاح أنفسهم . وغنى لهم عن تناول ما تحت أيديهم ، وحجة عليهم إن خالفوا " . " زيادة الانتاج " . وقال للأشتر : " وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ في نظرك من استجلاب الخراج " . إلى أن قال : " وإنما يؤتي خراب الأرض
457
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 457