نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 448
منزلة آل البيت عند المسلمين إذا أردنا أن نعرف منزلة آل البيت عند المسلمين ، والباعث على تكوين الفرق الإسلامية ، وإيمانها بآل البيت فعلينا أن نلاحظ منزلة محمد عند المسلمين ، وسيرته مع آل بيته ، وأن نلاحظ ، مع ذلك ، أخلاق آل البيت أنفسهم ، وما أصابهم من المحن في سبيل تمسكهم بما يرونه الحق والعدل . وكل ما يرونه حقا فهو الحق . إن حقيقة الإسلام هي الشهادة لله بالوحدانية ولمحمد بالرسالة : " لا إله إلا الله محمد رسول الله " . فمن أقر لله بالوحدانية ، وجحد رسالة محمد ، أو نسب صفات الخالق إلى غير الله ، أو صفات النبوة إلى غير محمد ممن كان في عصره ، أو جحد آية من القرآن ، أو سنة ثابتة بالضرورة من سنن النبي ، فلا يصح عده من المسلمين ، لأنه لا يحمل الطابع الأساسي للإسلام . فالمسلم إذن من آمن بالله ، وبمحمد ، وقرن طاعته بطاعته ، وبهذا نطقت الآية 6 من سورة " الأحزاب " : " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول " والآية 62 من سورة " التوبة " : " والله ورسوله أحق أن ترضوه " والآية 65 من سورة " النساء " : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم " . والآية 2 من سورة " النجم " : " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى " وما إلى ذلك من عشرات الآيات . سيرة النبي مع آل بيته : نقل أصحاب السير والمناقب من السنة والشيعة صورا كثيرة لعطف النبي على آل بيته وحبه لهم ، نكتفي بالإشارة إلى بعضها : كان النبي إذا سافر ، فآخر بيت يخرج منه بيت فاطمة وإذا رجع من سفرة فأول بيت يدخله بيتها . يجلس ويضع الحسن على فخذه الأيمن ، والحسين على فخذه الأيسر ، يقبل هذا مرة وذاك أخرى ، ويجلس عليا وفاطمة بين يديه ، وجاء في الحديث أنه دخل مرة بيت فاطمة ودعاها ودعا عليا ، والحسن ، والحسين ، ولف عليه وعليهم كساء وتلا الآية : " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ، ويطهركم تطهيرا " والمسلمون يسمون هذا الحديث بحديث الكساء ، ويطلقون لفظ " أصحاب الكساء " على محمد ، وعلي
448
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 448