responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 420


السيد محسن الأمين * ربما يتساءل الناس إذا كان لم يعد للدين وزن ولا أثر في النفوس في هذا العصر فمن أين هذه العظمة للأمين المحسن ، وهو رجل الدين الأول ، ورئيس العلماء الأكبر ! وما هذا الدوي الهائل الذي كنا نسمعه خلف جثمانه ، وهذا السيل الجارف من الشعب والحكومة في سوريا ولبنان حول الجثمان وخلفه وأمامه ، هذا الحشد الذي ضم جميع الهيئات الدينية والسياسية والشعبية كبارها وصغارها من جميع الطوائف والأديان ، ولماذا ملأت الصحف في الأقطار الغربية أعمدتها على الصفحات الأولى تشيد بعظمة الفقيد تعدد فضائله ومناقبه ! وما سبب هذه الهزة العنيفة التي زلزلت العالم العربي والاسلامي عندما سمع نبأ وفاته !
أجل لقد غيرت التطورات الأخيرة كثيرا من الأفكار والاتجاهات ، وكشفت الغطاء عن كل مموه زائف ، ولكنها عجزت عن مقاومة الحق الذي يتمثل بشخصية الفقيد ، فأرغمت على الاعتراف بسلطانه ، والنزول على حكمه .
اعتمد الفقيد على العمل والإخلاص لا على الرياء والتضليل ، ولا على الأنساب والألقاب ، وهل يفخر بأكفان الأموات وترابهم غير الحقير الأعزل من سلاح الحياة ، انتسب الفقيد إلى حقيقة الدين وجوهره لا إلى اسمه ومظهره ، فانتسب إليه العلم والدين فهذي المدرسة المحسنية مضى على خدمتها للعلم والانسانية نصف قرن ، وهذي المؤلفات تعد بالعشرات ، وهذا كتاب الأعيان من أعظم وأضخم ما تركت أمة من تراث خالد وهذا الجهاد المستمر لتوحيد الكلمة ، وجمع الصفوف ، وهذا الكفاح لكل مستعمر ومستثمر ، خلال اصطفى لها الله أمينه


* - نشر في العرفان أيار سنة 1952 .

420

نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست