نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 419
وأقلقه . . خاف ، وهو الحارس على الدين ومبادئه ، وحامي الشريعة وتعاليمها أن يتوهم متوهم أنه هو وحده الذي يستحق التكريم والتعظيم من دون الناس أجمعين ، وإن من عداه ليس أهلا أن يكون إماما للجماعات في الصلاة ، ولا في غير الصلاة فحارب هذه الأرستقراطية ، وهذا الاحتكار بأفعاله قبل أقواله ، وأحيا مبدأ الرسول الأعظم الذي قال : " إن في كل حي نجيبا ، وإن شر الناس من أحقر الناس " أراد الشيخ من اقتدا برجل عادي أن يخلق الثقة في نفس كل فرد بأنه أهل للإمامة في الصلاة ، وقيادة الجماعات في كل عمل نافع ، ما دام يذعن للحق ، وينكر الباطل ، وأن يفهم الناس جميعا أن القيادة ليست وقفا على ذوي المناصب والأنساب ، وأن في السوق والشارع نفوسا طيبة ، وقلوبا ذكية تصلح أن تقود جماعة ، ويقتدي بها حتى الشيخ الأكبر ، والمرجع الأول أمثال كاشف الغطاء . إن أتباع الشيخ ومقلديه لا يرون غيره أهلا لهذه الإمامة ، فهو وحده القائد ، وإمام الصلاة . ولو كان الشيخ من طلاب الرئاسة ومحبيها ، لسره هذا الشعور من الجماهير ، وأقرهم عليه ، وأغرهم به ليغالوا بالإقبال عليه ، والإعراض عمن سواه ، ولكن الشيخ نظر إلى هذا الشعور بمنظار الدين والواقع لا بانفعاله الذاتي ، وأنانيته الضيقة ، فرأي أن إقرارهم عليه تضليل وخيانة ، فردعهم عنه ، وأرشدهم إلى الحق مقتديا برجل عادي إطاعة لواجب الدين والعلم .
419
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 419