نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 418
كاشف الغطاء الكبير والمصلون * إن من يدعي الاصلاح دينيا كان أو سياسيا لا يكون مصلحا حتى ينكر ذاته ، وينسى شخصيته ، فيحاسب نفسه وأهله وولده ، وكل من يلوذ به قبل أن يحاسب الناس ، وأن من تظاهر بالصلاح والاصلاح ، وعمل في الخفاء لحساب شهواته وملذاته فهو مراء منافق ، وظالم لئيم . إن نكران الذات هو الأساس الوحيد الذي يجب أن تبني عليه دعوة الداعين إلى الخير والصالح العام . كان المغفور له الشيخ الأكبر جعفر كاشف الغطاء المتوفى في أوائل القرن التاسع عشر المرجع الأول للشيعة ، وكان الاقبال عليه عظيما من جميع الطبقات ، وكان الناس يجتمعون الوفا للصلاة خلفه ، وفي ذات يوم تجمع الناس في المكان الذي يصلي فيه الشيخ ينتظرونه كالمعتاد ، ولما أبطا عن ميعاده قام كل واحد إلى صلاته يؤديها منفردا . ودخل الشيخ فرآهم على هذه الحال ، فغاظته هذه النزعة الفردية ، وهذا الانحلال ، فوبخهم قائلا : لماذا لم تختاروا رجلا منكم يؤمكم في الصلاة ؟ ثم قصد رجلا عاديا يصلي في طرف المسجد ، فاقتدى به ، وصلى خلفه . ربما كان تأخير الشيخ عن قصد وعمد ، ليرى ما هم صانعون ، إذا غاب هو عنهم ، فلما رأى شتاتهم وتفككهم أنكر عليهم وضرب لهم من نفسه مثلا حيا لنكران الذات ، واقتدى برجل عادي . رأى الشيخ من إقبال الناس عليه ، وثقتهم به ، وتعظيمهم له ، ما أخافه ،
* نشر في مجلة الأحد سنة 1952 .
418
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 418