نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 407
العلم دين يدان به * رأى بعض الغيورين على الدين إعراض الشباب عنه وعن أهله ، وإقبالهم على كل جديد مفيد وغير مفيد ، فحاول أن يرغبهم في الدين ويقنعهم بأن جديدهم هذا غير جديد ، لأن الدين بزعمه قد تحدث عن كل شئ تصريحا أو تلويحا ، وأشار إلى ما كان ويكون من الآلات والمخترعات الحديثة ، ثم أورد هذا الغيور الشواهد على دعواه من آيات قرآنية وأحاديث نبوية حملها على غير محملها ، وفسرها بغير حقيقتها ، فسر قول القرآن الكريم " ويخلق ما لا تعلمون " بالطيارة والسيارة وفسر " ويوم تأتي السماء بدخان مبين " بالغازات السامة ، وفسر " الكتاب المبين " بالتسجيل الهوائي للأصوات ، إذن يصح لنا أن نقول بناء على هذا القياس : أن قول القرآن الحكيم " من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " إشارة إلى تحطيم الذرة ، وأن الفقرة الأولى تشير إلى استخدام الذرة في الأغراض السلمية النافعة ، والفقرة الثانية تشير إلى استعمالها في الحرب المهلكة المدمرة . إن هذا التفسير ، وإن دل على طيب السريرة وسلامة القصد ، فإنه لا يقل ضررا عن الرجعية والجمود . إن الخير كل الخير أن نقف بالدين عند واقعة وحقيقته ، وحسب الدين فضيلة أنه أمر بكل شئ نافع ، ونهى عن كل ما فيه شائبة الضرر ، حسبه أنه حارب الجهل والفقر كما حارب الظلم والكفر إن القرآن لم يشر إلى وجود هذه الآلات والمخترعات ، ولا إلى وجود أديسون وانشتين ، وإلى وجود هتلر وموسيليني ولكنه أعرب بلسان عربي فصيح أن
* - أذيعت من محطة الإذاعة اللبنانية ونشرت في مجلة الأحد في شهر رمضان المبارك 1955 .
407
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 407