responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 403


والحرير ، وللفقراء الأجساد العارية والثياب البالية ، للأغنياء القصور والخدم ، وللفقراء الأكواخ وحرارة الشمس ، للأغنياء السينما والملاهي ، وللفقراء الشوارع والرمال ، للأغنياء سيارات الكدلك والبويك ، وللفقراء الدهس والسب والشتائم !
ألا ليت يوم العيد لا كان أنه * يجدد للمحزون حزنا فيجزع وإذا كانت الأنظمة الوضعية لم تبدع للإنسانية شيئا أفضل مما أبدعه الإسلام فعلينا نحن المسلمين أن نضرب أمثلة من أفعالنا ، لا من أقوالنا هذه الحقيقة أن نضرب أمثله بالتضحية لا بتلاوة القرآن والخطب والأناشيد فحسب . إن هذا ليس بشئ عند الله إذا لم يكن سبيلا إلى تطبيق تعاليم الإسلام الذي حارب فكرة الانقسام والتفاضل بين الناس على أساس الغنى والفقر ، والأنساب والمناصب .
نحن لا نريد أن نعيش بالأحلام العقيمة ، ونسعد لأن اسمنا مسلمون ، وكفى ، إننا نكون مسلمين حقا سعداء حقا إذا تدبرنا آي الذكر الحكيم ، وتعاونا جميعا على خير هذا الوطن ، على أن يكون مجتمعنا في أمن وأمان من الجوع والمرض والجهل . أيكون الإنسان منا مسلما ، وهو لا يستطيع أن يرى أحدا إلا أصحاب الجاه والمال ولا يحترم إلا زعيما أو حاكما . جاء في الحديث الشريف أن الفقراء هم صفوة الخلق ، وإن من أراد الله فليطلبه عند الفقراء ، أي من أراد الحق فلا يبحث عنه في المريخ ولا عند أرباب العروش والتيجان ، لأنه لا يجده هناك ، إنما يجده في العمل الذي يرفع البؤس عن البائسين ، والعوز عن المعوزين ، يجده في السبيل الذي يطعمهم من جوع ويؤمنهم من خوف . إن حياة اليسر والراحة تعين على طاعة الله وعبادته ، وتبعد عن محارمه ومعصيته .
وما كان ربك ليهلك القرى وأهلها مصلحون .

403

نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية    جلد : 1  صفحه : 403
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست