نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 402
عاقبة النعمة التي وهبني الله إياها ؟ هل أثاب عليها أو أعاقب ، وماذا سيكون موقفي أمام الله إذا سألني عنها ؟ لقد كان الاحساس الديني يلازمه في جميع أحواله حتى عند المعصية ، فسرعان ما يندم ويبالغ في الإنابة والتوبة . وقد أعطانا الاحتلال الأجنبي مجتمعا جديدا ، أعطانا مجتمعا لا يهتم بالعقائد والأخلاق ، ولا يعرف من المبادئ قليلا ولا كثيرا ، وعرف الأجنبي كيف يخلق مجتمعا أعزل من الضمير والمثل العليا ، فوجه اهتمامه قبل كل شئ إلى الشريعة الإسلامية ، فأزاحها من المحاكم ودور القضاء ، وأحل محلها القانون الوصفي الذي يتلاءم مع أغراضه الاستعمارية ، كما ألغى من المدارس كل ما يمت إلى الدين وإحياء الضمير بسبب ، ووضع منهاج التربية على أساس قتل الروح الوطنية ، وإضعاف اللغة العربية ، وطلى عقول الناشئة بألفاظ جوفاء تتطاول بها إلى الكراسي والمناصب ، ولو أن الأجنبي حين ألغى الدين من مناهج التربية أحل محله العلم الذي نجابه به مشاكلنا الاقتصادية لهان الخطر ، ولكنه حاول أن يجردنا من الروح والمادة معا ليبرر استغلاله وجشعه . أجل هكذا أراد المستعمر أن نكون ، أن نعيش في ظلام دامس ، وجو مفعم بالغموض بالنسبة للعقائد وآداب السلوك ، وقد تم له ما أراد ، أو بعض ما أراد ، وإن أردت برهانا على ذلك فقارن بين احترامنا لشهر الصيام اليوم ، واحترامنا له بالأمس ، وبين أغنياء المسلمين اليوم ، وأغنيائهم بالأمس ، فمن بنى هذى المدارس والمساجد ؟ ومن أوقف الأسواق والمخازن في سبيل الخير ؟ وقل لي بربك هل تستطيع أن تجمع قليلا من المال دون أن تقيم حفلا برئاسة حاكم أو وزير تنشد بين يديه القصائد الطوال ، والخطب الرنانة في المديح والثناء ، وتسلك ألف سبيل وسبيل ، تفعل ذلك مرغما لأن الغني لا يتبرع لأي عمل خيري إلا ملقا لحاكم أو زعيم ، أو رغبة في رتبة ، أو شهرة . هذى هي أخلاقنا أخلاق تجارية لا دينية ، وهذي إحدى الأسباب للضعف والانحلال ، وأي شئ أدل على الضعف من المظاهر يوم العيد الذي سيطل علينا غدا ، لمن هو العيد ! ومن هم الذين سيعيدون ويفرحون ؟ هم الأغنياء ونساؤهم وأطفالهم ، أما الأرامل والأيتام ، والعاطلون عن العمل فلهم الحسرات والتنهدات ! للأغنياء اللحم والحلوى والفاكهة وللفقراء الجوع والعطش والدموع . للأغنياء الأجواخ
402
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 402