نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 401
لمن العيد ؟ * كان المجتمع العربي الاسلامي إلى نهاية الحرب الأولى . وقبل أن تقع البلاد العربية فريسة المستعمر يعيش بعقائد ومبادئ يستمدها من دينه الذي كان مصدر معرفته ، كما أنه سبيل سعادته وهدايته . فمناهج التربية كانت توجه نحو القيم الروحية ، وتوضع في ضوء أصولها وقواعدها . . . وكان الفقه الاسلامي يفصل بين الناس في منازعاتهم في المحاكم وغير المحاكم . فالمتعلم من حفظ القرآن ، وتعلم العقائد وعلم الكلام ، وعرف التفسير والحديث ، والقانوني من درس الشريعة الإسلامية ، والرجل الطيب من كان سلوكه صورة عن الخلق الاسلامي الصحيح . والخائن من زاغ عن منهج الدين ، واستخف بتعاليمه حاكما كان أم محكوما . وكان من نتيجة ذلك أن التعاليم الدينية كانت واضحة في أذهان الناس ، متمكنة من نفوسهم ، فيعرفون الشئ الذي يأمر به الشرع ، أو ينهي عنه ، فيخضعون لأمره ونهيه طوعا لا كرها واقتناعا لا حياء ، ويميزون بين الواجب والمحرم والمندوب ، فيمتنعون عن السرقة والكذب والزنا والخمر ، لأن هذه محرمة ، ويؤدون الصلاة والزكاة والحج ، لأنها واجبة ، ويتصدقون مؤمنين بأن الصدقة سنة ندب إليها الشرع الشريف ، هكذا كان المجتمع يواجه الحياة بعقيدة تهديه ، وتسدد خطاه ، وبدين يهذب من سلوكه وأخلاقه . فكان الفرد وهو في أحسن أوقات النعيم يشعر بالخوف من الله ، وبحافز يبعثه إلى أن يساءل نفسه : ما هي
* تليت في اجتماع ديني في الزيدانية ببيروت 1952 وأذيعت في الوقت نفسه من محطة الإذاعة اللبنانية .
401
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 401