نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 379
هل أبو ذر اشتراكي ؟ * من الآراء السائدة أن أبا ذر الغفاري ممن آمن بالاشتراكية ودعا إليها وأنه لاقى من جراء ذلك أنواع العذاب ، أما سبب هذا الرأي فيعود إلى كفاح هذا الصحابي الجليل في سبيل تنفيذ مبدأ الإسلام ومحاربة البؤس والشقاء . لم يكن أبو ذر فيلسوفا ولا صاحب مذهب خاص ، بل كان رجلا ساذجا عاش في البادية يرعى الماعز والغنم ، ثم صحب الرسول الأعظم وأخذ عنه تعاليم الإسلام ، فآمن بها ، ودعا إليها ، فهو لا يعتمد في إيمانه ودعوته على غير الآيات القرآنية والأحاديث النبوية . على هذا الأساس ، أساس روح الإسلام ومبادئه حارب أبو ذر قيام الترف والنعيم إلى جانب البؤس والشقاء ونادى بأعلى صوته : لا يحل للانسان أن يتمتع بثروة لا يحصيها العد والحساب ، وجاره جائع يعجز عن القوت ، ومريض لا يستطيع التطبيب ، وجاهل لا يجد السبيل إلى التعليم . وإذا دفع الأغنياء من أموالهم ما يسد هذا الفراغ ، بحيث تتيسر السبيل إلى الرغيف والدواء والدرس لطلابها فلهم أن يكسبوا الأموال ويجمعوها من حل ويتصرفوا بها كما يريدون ويشتهون ما دامت تصرفاتهم لا تضر بصالح الأفراد ولا الجماعات . ومن تفهم الإسلام وأخلص له ، إخلاص أبي ذر حرم على الإنسان أن يتقلب في نعيم الثراء وأخوه يعذر في جحيم الشقاء ، أما إذا كان أخوه في عيشة راضية أو مستور الحال فإن النعيم مباح بل مستحب لكل من وجد السبيل إليه قال تعالى
* نشر في جريدة الجهاد 1952 .
379
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 379