نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 33
وألجأتنا إلى الكلام والخوض فيما يحسن السكوت والاغضاء عنه . ونحن بعد أن فسرنا التشيع بأنه الإيمان بوجود النص من النبي على علي بالخلافة مع عدم المغالاة فيه ، ولا في أحد أبنائه ، وقلنا أن تقسيم فرق الشيعة وتعددها يجب أن يرتكز على هذا الأساس ، بعد أن قلنا هذا ينحصر الخلاف بين فرقهم في عدد الأئمة وأعيانهم فقط ، لا في أصل النص ، ولا في نفي الغلو . ومن هذه الفرق : الكيسانية : وجدت هذه الفرقة بعد استشهاد الحسين في كربلاء ، وبها يبتدئ تعدد فرق الشيعة ، حيث قالت بإمامة علي والحسن والحسين ، ثم محمد بن علي المعروف بابن الحنفية ، وقال غيرها بإمامة علي بن الحسين ، ونفت الإمامة عن ابن الحنفية ، فحصل التعدد ، ويزعم الكيسانية أن محمدا هذا هو المهدي المنتظر الذي يملأ قسطا وعدلا ، وأنه حي لم يمت ، ولا يموت ، حتى يظهر الحق ، وفي ذلك يقول الشاعر الكيساني كثير عزة : ألا إن الأئمة من قريش * ولاة الحق أربعة سواء علي والثلاثة من بنيه * هم الأسباط ليس بهم خفاء فسبط سبط إيمان وبر * وسبط غيبته كربلاء وسبط لا يذوق الموت حتى * يقود الخيل يقدمها اللواء يغيب فلا يرى منهم زمانا * برضوى عنده عسل وماء وقال الشيخ المفيد المتوفى سنة 213 ه في كتاب " العيون والمحاسن " : " ولا بقية للكيسانية جملة ، وقد انقرضوا ، حتى لا يعرف منهم في هذا الزمان أحدا " . الناووسية : وهم أصحاب عبد الله بن ناووس ، قالوا بإمامية الستة : علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق ، وزعموا أن الصادق هو الإمام المنتظر ، وأنه حي لا يموت ، حتى يملأ الأرض قسطا وعدلا ، وقد بادت هذه
33
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 33