نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 32
يطلبون المحال . وكل ما يستطاع صنعه في هذا الباب هو أن نصلح ما أفسده الماضي البغيض ، فنتخلص من مخلفاته وتعصباته التي جرت على المسلمين الويلات والخصومات ، وأن تكف كل طائفة عن تكفير الأخرى ، والكيد لها ، والافتراء عليها ، وأن يفهم كل سني وشيعي أن الاختلاف في بعض المسائل كعدالة الصحابة ، وتقديم زيد ، وتأخير عمرو لا يستدعي الخصام والانتقام . مرحلتان : ونستخلص مما تقدم أن العقيدة أو النظرية تمر - غالبا - في مرحلتين : الأولى مرحلة تسليم الجميع بها دون خلاف ونزاع . الثانية مرحلة الخلافات وتعدد الفرق ضمن الإطار المبدئي . وقد مر التشيع بالمرحلتين ، ابتدأت الأولى في عهد الرسول ، واستمرت طوال عهد الخلفاء الثلاثة ، وابتدأت الثانية باستشهاد الحسين ( ع ) ، كما ستعلم ، والقاسم المشترك الذي يشمل المرحلتين كلتيهما ، ويدخل فيه جميع الفرق الشيعة الباقية منها والبائدة هو الإيمان بأن منصب الخلافة حق لعلي بنص النبي ، مع العلم بأن المغالين ليسوا من الشيعة والتشيع في شئ ، لأن أساس التشيع هو الإسلام ، ومن أعطى صفة الألوهية أو النبوة بعد محمد لانسان ، أي إنسان فهو ليس بمسلم ، فضلا عن أنه غير شيعي ، وعليه فإن تقسيم الشيعة إلى فرق يجب أن يرتكز على الإيمان بهذا النص دون الارتقاء بعلي أو أحد أبنائه إلى مرتبة الألوهية أو النبوة ، وبهذا يتبين خطأ الذين جعلوا شخصين علي وأبنائه - على الإطلاق - أساسا لتقسيم الشيعة وتعددهم إلى فرق ، دون أن يميزوا بين مقالة المغالين وغير المغالين . فرق الشيعة : أنهى بعض المؤلفين فرق الشيعة إلى ثلاثين ، وآخر إلى ما يزيد عن هذا العدد بقليل أو كثير ، زاعما أن المغالين من الشيعة ، وأن الثلاثة والأربعة يشكلون فرقة مستقلة ، وثالث نسب الغلو والكفر لكل من تشيع لأهل البيت ، ورابع خلط بين الفرق البائدة والباقية ، وخامس لم يميز بين الشيعيين ، والشيوعيين . . . إلى آخر هذه الجهالات والعمايات التي لاقينا منها أنواع المصاعب والمتاعب ،
32
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 32