نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 31
بأحدهما ؟ وهل الإنسان مسير أو مخير ؟ وهل مرتكب الكبيرة مخلد في النار ؟ وهل النفس من المجردات ؟ وهل للأفلاك نفوس ناطقة متحركة بالإرادة ، إلى غير ذلك . وهذه الخلافات هي المصدر لتعدد الفرق الإسلامية . كل الأديان : وقد وقعت هذه الخلافات وما شاكلها في كل الأديان ، وتفرق أتباع كل دين شيعا أو أحزابا ، فبنوا إسرائيل اتخذوا من دون الله عجلا له خوار ، وموسى حي ، وما أن انتقل إلى ربه ، حتى افترقوا إلى إحدى وسبعين فرقة ، وافترق المسيحيون بعد نبيهم إلى اثنتين وسبعين ، كما جاء في الحديث [1] وما زالوا مختلفين لا يتزاوجون ولا يتوارثون ، ولا يجتمعون للصلاة وللعبادة في معبد واحد . ولم تقف هذه الخلافات والمنازعات على أهل الأديان ، فلقد اختلف العلماء فيما بينهم ، وكذلك الأدباء والفلاسفة والسياسيون ، وكل الناس يختلفون في الآراء والأفكار ، وينقسمون إلى فئات وأحزاب ، يعتنق كل حزب نظرية تباين النظرية التي يعتنقها الحزب الآخر ، ثم ينقسم الحزب على نفسه ، ويختلف أفراده في الشروح والتفاسير ، والقيود والحدود ضمن الإطار الحزبي ، والمبدأ العام الذي يؤمن به الجميع ، فالاشتراكيون على ما بين جميعهم من قاسم مشترك لم يتفقوا على جميع النقاط ، ويتحدوا من جميع الجهات ، وكذلك الرأسماليون والفلاسفة المثاليون ، والواقعيون والوجوديون . . . ذلك أن الاختلاف في القضايا النظرية أمر طبيعي ، بل حتى المحسوسات أنكرها السفسطائيون ، وإخوانهم المثاليون . بالمناسبة : وبهذه المناسبة نشير إلى سذاجة الذين يدعون إلى توحيد الأقوال والآراء بين السنة والشيعة ذاهلين عن أن الاختلاف بالرأي ضرورة يفرضها واقع الإنسان بما هو إنسان ، لا بما هو سني أو شيعي . إن الذين يحاولون التوحيد بهذا المعنى
[1] من المسائل التي اختلف فيها المسيحيون مسألة هل للمسيح طبيعة واحدة أو طبيعتان ؟ وأدى هذا الاختلاف إلى إغراق الأرض بدماء الملايين .
31
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 31