نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 30
شروط الإمام أثبتنا فيما تقدم أن النبي ( ص ) هو المصدر الأول للتشيع ، ونتكلم في هذا الفصل عن شروط الإمام عند الشيعة ، ومصدر هذه الشروط في الكتاب والسنة ، ونمهد لذلك بما يلي : سبب تعدد الفرق : في الغالب أن العقيدة أول ما تبدأ تكون في منتهى البساطة والسذاجة ، بحيث لا يحتاج فهمها إلى تعمق ومقدمات نظرية ، وبمرور الزمن تتصدى فئة من الأتباع لتفسيرها وشرحها بأقوال يضفون عليها ما للعقيدة من قداسة وحصانة ، وينعتون من يخالفها بالكفر والجحود ، تماما كمن يخالف كتاب الله وسنة نبيه . وإليك المثال : جاء الإسلام أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وخاطب بها البدوي في الصحراء كما خاطب بها أكبر العلماء ، وأعمق المفكرين على السواء ، ثم جاء الفلاسفة وعلماء الكلام يتناقشون فيما بينهم : هل الله جسم أو منزه عن الجسمية ؟ وهل صفاته عين ذاته أو غيرها ؟ وهل يفعل لغاية أو هو منزه عن الغايات ؟ وهل يعلم الكليات والجزئيات أو الجزئيات فقط ؟ وهل كلامه قديم أو حادث ؟ وهل يرى يوم القيامة ؟ وهل الأنبياء معصومون ؟ وإذا كانوا معصومين فهل هم معصومون قبل البعثة وبعدها ، أو بعدها فقط ؟ وهل الأشياء منقادة لإرادتهم بحيث يتصرفون بها كيف يشاؤون ؟ وهل لهم حق الشفاعة ؟ وهل يجوز تأويل الوحي ، أو يجب الأخذ بظاهرة ؟ وهل الخلافة تكون بالنص أو الانتخاب ؟ وهل يعاد الإنسان غدا بالروح والجسم ، أو
30
نام کتاب : الشيعة في الميزان نویسنده : محمد جواد مغنية جلد : 1 صفحه : 30